من فتاة مفعمة بالحياة في بلدة شقرا الجنوبية الى مجرد جثة مشوهة المعالم مركونة في براد احدى المستشفيات في الكويت بعد ثلاثة ايام على مقتلها، هي حكاية سارة محمود سليمان الفتاة اللبنانية التي اعلن عنها الاعلام الكويتي بانها انتحرت بعد ان رمت نفسها من الطابق ال 18 في حين تجزم عائلتها بان سارة قد قتلت ولم تنتحر.
نهاية سارة كتبت مساء الخميس الماضي بتاريخ 20 من الشهر الجاري، بعد ان تم التداول في وسائل التواصل الالكتروني ووسائل الاعلام الكويتية عن انتحار فتاة لبنانية زوجة طبيب كويتي ولم يشر الخبر الى اسم الضحية بل اكتفت الاخبار بالإشارة الى انها الشقة السكنية تقع في منطقة السالمية .
عائلتها لم تعرف بالوفاة الا بعد مرور اكثر من 24 ساعة والزوج لم يبلغ عائلة سارة بالحادث وهذا ما تستغربه العائلة متسائلة عن دوافع التعتيم، في حين ساور اقاربها المتواجدين في الكويت بعض الشكوك والمخاوف بعد ان وصلت الى مسامعهم اخبار انتحار الفتاة اللبنانية، وحاول احد اقاربها السؤال عنها فجر يوم الجمعة اي بعد ساعات على حادثة القتل ولكنه لم يجد احدا ما ولم يشاهد اي امر مريب امام بناية سكنها، وعاد مساء الجمعة مرة جديدة ليسأل ناطور البناية عن سارة ، فتبلغ بانها انتحرت بالأمس وجثتها في المستشفى .
على الاثر تم التواصل مع عائلة سارة في لبنان وحضر شقيقها على وجه السرعة اي يوم السبت، وتوجه الى المستشفى، فوجد الجثة موضوعة في البراد منذ يوم الخميس ولم يبادر احدا الى ترتيب اجراءات الدفن ان كان في الكويت او التحضير للترحيل الى لبنان فبادر الى استخراج ما يطلق عليه بلاغ وفاة وتفاجئ بان احدا ما لم يهتم بالجثة وبضرورة دفنها وحين حاول نقلها الى لبنان اصطدم بعدم موافقة السفارة اللبنانية على ترحيل الجثة الا بعد توقيع زوجها الذي رفض في بداية الامر الا انه عاد ورضخ للأمر.
يقال ان التحقيق في الكويت قد اقفل بالتأكيد على رواية الانتحار التي يشوبها الكثير من علامات الاستفهام من الاغراض المبعثرة والمتحطمة في البيت الى الانتحار من الشباك الذي يرتفع عن الارض ويلزم الضحية كرسي للوصول اليه وصولا الى الاتصال الهاتفي الذي سبق الحادثة بساعات حيث طالب والد سارة محمود من الطبيب الكويتي ان يطلق ابنته وتعود الى لبنان وهذا ما رفضه الدكتور عبد الرحمن الفهد الذي اقفل الخط الهاتفي .
في بلاغ الوفاة اشارة الى ان سبب الوفاة يعود الى كسور متعددة في الجمجمة وتهت في المخ وكسور في الحوض والاضلاع والفقرات العليا والسفلى وتهتك بالكبد والطحال والرئتين والكليتين ونزيف حاد .
العائلة تصر على ان سارة قتلت، فالأخيرة تخشى من الاماكن العالية ولا يمكن ان تنتحر وتقوم برمي نفسها عن علو يصل الى ما يقارب ويزيد عن 60 مترا، مؤكدين بان سارة لم تكن تعاني من اية مشاكل نفسية او اية امراض بل على العكس فالمغدورة كانت تحضر نفسها لتمضية الصيف مع عائلتها واقاربها.
العتب والغضب كبيرا من العائلة على السفارة اللبنانية التي لم تحرك ساكنا ولم تسال عن اللبنانية التي اقدمت على الانتحار وفق توصيف وسائل الاعلام الكويتية ولم تسال عن الحادثة وظروفها ولم ترسل احدا من السفارة الى اية جهة كويتية رسمية.
شيعت سارة يوم امس الاول الاثنين في بلدتها شقرا في مأتم مهيب وحاشد وغضب وحزن عائلتها التي توجهت الى وزير الخارجية جبران باسيل بكثير من العتب على اهمال سفارة لبنان لهذه الحادثة وتأمل من الوزير باسيل ان يرسل طلبا لبنانيا رسميا لمعرفة ظروف الحادثة وتبيان الحقيقة التي تصر عليها العائلة ولن ترضخ وتسكت قبل معرفة وافية وواضحة لكل مجريات حادثة القتل وليس الانتحار.
المصدر: سامر الحسيني-“ليبانون ديبايت”