بعد أن بدأت السلطات الألمانية البحث عن فتاة (16 عاماً) معتنقة للإسلام، كانت قد قطعت تواصلها مع عائلتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2017- يبدو أن الشرطة تمكنت من التواصل معها وعرفت أنها توجد في الجزائر، بحسب موقع صحيفة “بيلد”.
ولم يكن وجودها في الجزائر صدفةً؛ فقد جاء بعد فترة من ترحيل حبيبها، وهو طالب لجوء جزائري.
وقالت الصحيفة إنه يبدو أنها قد قصدت طرق البر للوصول إلى الجزائر؛ لعدم وجود تأشيرة خروج رسمية باسمها لدى السلطات الألمانية، عبر السفر بالطائرة مثلاً.
وكانت يوليانه هيبل، وهي ابنة عائلة تقيم بحي سانت باولي في مدينة هامبورغ (شمال ألمانيا)، فتاة عادية تذهب لممارسة السباحة والرقص وتضع المكياج وتريد أن تكون طبيبة بيطرية، بحسب ما صرح به والدها نوربرت.
وكانت حياة الفتاة قد تغيَّرت رأساً على عقب في مايو/أيار من عام 2016، حيث ارتدت الحجاب وقالت لوالدها إنها اعتنقت الإسلام، وباتت تتغيَّب عن المدرسة وتتم مشاهدتها مع مجموعة شبان في المدينة.
يقول والدها، الذي يعيش منفصلاً عن زوجته، إنه كان يشعر بأنها خضعت حينها لغسل دماغ، فتواصل مع اليوغندامت (سلطة رعاية الأطفال واليافعين)؛ للاهتمام بها، فتم ضمُّها إلى مجموعة شبابية تخضع للإشراف.
وعندما عادت يوليانه إلى منزل والدها في مارس/آذار 2017، عرضت عليه صورة فتى قالت له إنها لشاب اسمه مرشد، وهو طالب لجوء جزائري وصل إلى ألمانيا في سبتمبر/أيلول 2013، وقدَّم نفسه على أنه قاصر، ورُفض طلب لجوئه في مايو/أيار من عام 2015.
تقول صحيفة بيلد إن يوليان جُرَّت إلى عالم الجريمة مع مرشد (19 عاماً حالياً كما قدَّم نفسه)، وقاما في إحدى المرات بعملية سطو، وباتت الشرطة تزور باستمرارٍ بيت والدها، فتمَّ نقلها إلى أحد المَرافق المخصصة للشباب مجدداً، لكنها كانت تفرُّ مراراً وتكراراً من هناك، فتدخلت شرطة حماية الدولة أيضاً في قضيتها.
أوساط خطيرة
يقول والدها إن الشرطة أخبرتها: “تقومين بالتحرك ضمن أوساط خطيرة يا فتاة”. وتعتبر صديقتها المقربة أن يولا انزلقت إلى هذا الوسط، وتقول إنه “كان يعجبها كل ما يتعلق بالقرآن. ما كان لا يعجبها فقط أن مرشد كان يضربها علناً”.
واستبشر والدها خيراً عندما رحَّلت السلطات “مرشد” إلى الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكن ابنته تابعت اتصالاتها مع المحيطين به، فتحدث الجيران عن رؤية سيدة منتقبة تزورها مراراً عندما كان والدها في العمل.
وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2017، قال لها والدها عندما أخبرته بأنها ذاهبة لزيارة صديقتها: “اهتمي بنفسك، نلتقي مساء اليوم”، إلا أنها لم تعد بعد ذلك إلى البيت.
ووجد والدها بعد ذلك أنها تركت مفاتيحها وهاتِفها في غرفتها، وأخذت المجوهرات الثمينة التي كان قد ورثها من عائلته، إلى جانب جهازها اللوحي وجهاز ألعاب. ويمكن مشاهدة صورة لنسخة مترجمة للقرآن في غرفتها.
وكان يخشى والدها أن تكون قد غادرت البلاد، وكان يأمل فقط أن تتواصل معه؛ كي يعرف مصيرها، ويقول: “عند كل رنة هاتف، آمل سماع صوتها”، الأمر الذي حدث بالفعل -بحسب ما ذكرته صحيفة “بيلد” مساء الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2018؛ إذ قيل إن والدها أجرى اتصالاً هاتفياً معها.
وكانت الفتاة أرسلت رسالة لصديقتها المقربة منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2017، عبر فيسبوك، تقول فيها إنها تتشاجر معه وإنها ترغب في الانفصال، لكنه لا يسمح بذلك، قبل أن تستقبل الصديقة، بعد ذلك بفترة قصيرة، رسالة من حسابها تهددها بالقتل إن لم تتركها وشأنها.
وذكر تلفزيون “آر تي إل” الخاص أن يوليانه كانت على تواصل مع والدتها أيضاً في الثامن من الشهر الماضي (ديسمبر/كانون الأول) عبر فيسبوك، لكنها لم تقل لها أين توجد، وبيَّن أن الشرطة كانت تعتقد أنها في هامبورغ أو هانوفر.
وقال إن محكمة ابتدائية في هامبورغ سمحت بالبحث عنها عبر نشر صورتها علناً؛ لأنه كان يُخشى أن تكون مشرَّدة، وأن تتجمد في هذا الجو الشتوي البارد؛ لذا طلبت الشرطة ممن شاهدوها الاتصال بها.
ونشرت الشرطة صورة لها وهي حاسرة الشعر، داعيةً من شاهدها إلى التواصل معها، رغم إمكانية أن تكون مرتدية الحجاب حالياً.
بنت جبيل . أورغ