الرئيسية - أخبار محلية و دولية - لم تتكئ أمانيه على عكاز..عراقي ينال شهادة الدكتوراه بسن الـ84!

لم تتكئ أمانيه على عكاز..عراقي ينال شهادة الدكتوراه بسن الـ84!


يبدو أن أحلام أحمد جابر لم تتوقف عند عمر محدد ولم تتكئ الأماني لديه على عكاز بل تقدم نحوها بقدمين ثابتتين رغم تخطيه الثمانين، في بلد يعاني شبابه من نوبات إحباط عظيمة نتيجة الحروب المتكررة والاقتصاد المتهالك.

صاحب الأربعة والثمانين عاما قدم درسا بليغا لأكثر من جيل بنيله شهادة الدكتوراه بعد بلوغ هذا العمر ولسان حاله يقول “إذا ملكت الطموح والرغبة والجموح فاسع إلى ذلك الضوء الذي تراه بعيدا”.

ويقول جابر “طلبت مقابلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي من أجل الحصول على موافقة أو استثناء لإكمال دراستي وانتظرت أكثر من ستة أشهر ولم يسلموني الموافقة، ثم وهبوني ثلاث دقائق فقط ألقيت شعرا هجائيا في وجه الوزير وخرجت”.

ويضيف أن وزارة التعليم العالي أقرت بعد فترة قانون الموافقة على استثناء الدراسة من شرط العمر للحصول على الشهادات العليا، غير أنها ربطت ذلك بأن يكون على النفقة الخاصة.

في عام 2013 تعرض أحمد جابر لحادث دهس فقد على إثره ذاكرته بصورة كلية وتعرض إلى كسر في الحوض من الجهتين ونسي كل شيء، لكن ما أنقذه هو دفتر مذكراته الذي كان يحوي كثيرا من التفاصيل والحكايات المهمة، ودوّن في مذكراته نيته إكمال دراساته العليا رغم نسيانه عمله وأصدقاءه وعائلته.

ولم يجد جابر سوى وثيقة تخرُّجه في كلية الآداب بجامعة بغداد التي كان يحتويها الدفتر ليعود بذلك مرة أخرى لحلم الدراسة، ويقول “أنا غير متزوج وإخوتي لا يعلمون كثيرا عن حياتي، رغم أنهم كانوا يحاولون مساعدتي بالتعرف إلى أصدقائي بعد الحادث.. لم أتمكن من تذكر شيء لكني استطعت استرجاع البعض منها عبر مواظبتي على القراءة والبحوث، وحين علمت بجاهزيتي التقديم قدمت مرة ثانية لمواصلة دراساتي”.

وقدم جابر رسالة الماجستير حول “إمارة الاستيلاء” وأوضح خلالها أن جميع الدول جاءت عن طريق القوة بدءا من “الأسرة الأبوية المسيطرة”، وعدّد مساوئ الاحتلال وتدميره للبشر.

ورغم حالته الصحية وغير المستقرة بسبب العمر وحادث السيارة، فإن حلم نيل الدكتوراه قد ظل يلازمه ويخرج كل يوم لتحضير البحوث والاطلاع على المصادر حتى قدم أطروحته التي حملت عنوان “حقيقة الأنساب: دراسة تحليلية وتاريخية عن الأنساب البشرية منذ فجر التأريخ مرورا بالكتب السماوية وغير السماوية”.

وواجه الباحث أحمد جابر صعوبة في قبول الأطروحة بحجمها الأصلي. وتمكن جابر أخيرا من نيل شهادة الدكتوراه وهو بعمر الـ84 بتقدير جيد جدا، وتتصل به حاليا أكثر من أربع جامعات من أجل التدريس بها، لكنه يفكر في إكمال النقائص التي اضطر لحذفها في رسالتيه السابقتين من أجل تسليم الطلبة -حسب ما يذكر للجزيرة نت- علمه كاملا.

ويقول “لا أفكر بالأموال ولا أريد راتبا، ومستعد للتدريس مجانا من أجل العلم فقط.. ما دفعته جراء الحصول على الشهادة يعادل ما سأحصل عليه حتى مماتي”.

المصدر : الجزيرة