كتبت “الجمهورية”:
(…)ليست المرة الأولى التي يتحوّل فيها مبنى وزارة التربية غرفة عمليات مواكِبة للامتحانات الرسمية التي تمتحن جهوزية الوزارة قبل أن تختبر مهارات المرشحين. ولكن في كل مرة يأخذ هذا الاستحقاق طابعاً مغايراً نظراً إلى التعديلات اللوجستية التي قد تستجدّ أو التعليمات التي تُستحدَث، خصوصاً مع تولّي حديثاً الوزير أكرم شهيب حقيبة التربية، فيتضاعف فضول إدارات المدارس ومخاوف الطلاب وهواجس الأهالي حول طبيعة الامتحانات.
ينطلق مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي ورئيس اللجان الفاحصة فادي يرق من أهمية إيلاء “المساحة الآمنة للدرس”، قائلاً: “للأسف معظم التلامذة ما أن يسمعوا بكلمة امتحان يتملّكهم الخوف، وتضعف قدرة استيعابهم، لذا منذ البداية لا بدّ أن نخاطب التلميذ على أساس أنّ الامتحانات مجردُ اختبار بسيط لمهاراته ومعلوماته فلا حاجة للقلق أو التوتر، في المقابل علينا توفير المساحة الآمنة له والكافية للدرس، فمتى بات التلميذ متمكّناً من المواد التي سيُمتحن فيها تلقائياً يخفّ التوتر”.
“الترشيحات” والحسابات الوهمية
حيال طفرة مواقع التواصل الاجتماعي، بدا لافتاً في الآونة الأخيرة انتشارُ الحسابات الإلكترونية الوهمية منها على الإنستغرام، تويتر، فايسبوك، يروِّج مشغّلوها لمسابقات مبدئية، لترشيحات، لنماذج عن الامتحانات الرسمية، وبعضهم يعرض ملخصات عن مختلف المواد، هؤلاء يحاولون اصطيادَ الطلاب وتوسيع حجم متتبّعيهم في الحساب، واعدين بتقديم المزيد من المعلومات والنماذج المساعِدة.
في هذا السياق، يحذّر يرق من مغبّة الوقوع في الفخ قائلاً: “من الأساس المسابقات لم توضع بعد، ولا يتم تحديدُها إلّا عشية موعد إجرائها، وتبقى اللجنة التي أعدّتها خارج نطاق التغطية أو السمع حتى اليوم التالي والانتهاء من المسابقة التي تمّ وضعُها، لذا كلّ ما يروَّج له عبر المواقع والإنترنت مجرد مضيعة للوقت يُشتت التلميذ أكثر ممّا يُساعده، لذا أناشد طلابنا عدم الانزلاق أو الضياع، والاعتماد على أنفسهم ودرس ما تم تحديدُه في البرامج المدرسية طوال السنة والتقيّد بتعليمات الأساتذة وإرشادات إدارة المدرسة”. ويحذّر يرق من مغبة الالتزام بالتلخيصات التي يروِّج لها البعض، قائلاً: “لا يمكن الاعتماد عليها فهي ليست من مصدر موثوق للبناء عليها، قد يكون مضمونُها مجتزأً أو محرَّفاً، لذا أنصح الجميع عدم التلهي بالقشور والاستسهال، الوقت الآن للتركيز”.
ويتوقف يرق عند طبيعة الأسئلة محاولاً طمأنة الطلاب، قائلاً: “تُعد المسابقة ليلة الامتحان، تأخذ اللجنة المعنية من بنك الأسئلة مجموعة أسئلة تكشف عليها إذا كانت متناغمة مع بعضها، يتم تكييفُها بحسب المضمون على أن تشمل أكثرَ من محور، وأن ينسجم عدد الأسئلة المطروحة مع الوقت المخصّص للمسابقة. كذلك تتأكّد اللجنة من أنّ النصوص لا تثير أيَّ صدمة أو التباس لدى المرشحين، كذلك تُعد المسابقة باللغة العربية والفرنسية والإنكليزية، ونسخ خاصة بأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة”، مشيراً إلى أن “ليست الغاية تعجيزية، نريد امتحانات عادية فهي مجرد مرحلة اختبار لقدرات المرشحين”.
حجبُ البطاقات ممنوع!
وفيما الكباش يبلغ أوجه بين بعض إدارات المدارس والأهالي على خلفية رفع الأقساط بعد إقرار القانون 46، وتعذّر فئة من الأهالي تسديد المستحقات بالكامل، يؤكّد يرق أنّ “المشاركة في الامتحانات الرسمية حق لأيِّ طالب على الأراضي اللبنانية تفوق أيَّ حق آخر، ولا يمكن حجب بطاقة الترشح عنه لمجرد عدم تسديد ذويه القسط المدرسي”. ويضيف: “نعلم حق المدرسة بالقسط المدرسي، ولكنّ حق التلميذ أن يتعلم ويتقدم من الامتحان، لذا في حال نشوء أيِّ خلاف بين الأهل والمدرسة بسبب قضايا مادية، حق التلميذ محفوظ ويصونه القانون، وبوسعه مراجعتنا على الرقم الساخن 772050-01، لتسجيل أيِّ ملاحظة”.
في هذا الإطار يحذّر يرق من أيّ محاولةِ انتحالِ صفةٍ بين المرشحين، قائلاً: “المحاولة غير ممكنة، في ظل النظام الإلكتروني المتبع، والمكننة المتبعة بين وزارة التربية وإدارات المدارس، تحمل البطاقات صور المرشحين على نحوٍ لا يمكن التلاعبُ بها، وهي مزوّدة بـ”باركود”، و”لوكيشن” لمساعدتهم للوصول إلى مراكز امتحاناتهم بسهولة. وأشير إلى أنّ الصور على بطاقاتهم هي نفسها معتمدة على الورقة التي تُعلّق على باب كل قاعة من مركز الامتحان» محذّراً من أنّ “أيّ تلاعب سيسهل كشفه”.
مَن يُراقب مَن؟
حيال القلق النفسي لدى المرشحين من “الكاميرات… الضيف التقيل” والذي كلّف 800 ألف دولار في مراكز الامتحانات، وتململ بعض المراقبين من وجود مَا ينافسهم على المراقبة، كان لا بد من السؤال: مَن سيراقب مَن في الامتحانات؟ لماذا كل هذه التدابير؟ ماذا عن الضغط النفسي الذي سيشعر به بعض الطلاب؟ حاول يرق امتصاص النقمة التي نقلناها، موضحاً: “سأنطلق من مثل بسيط، نحن نتابع عبر الكاميرات أجواء الامتحانات الرسمية اللبنانية التي تجرى في بعض البلدان الأجنبية بالتزامن مع لبنان، وهذا لم يشكل للطلاب أيَّ ارتباك. من جهة أخرى وفي ضوء الخبرة المتراكمة والشكاوى المتكررة التي تلقيناها، وجدنا أنّ في اعتماد الكاميرات نخفف من هفوات بعض المرشحين والمراقبين، كذلك يمكن أن نعود للتسجيلات في حال ورود شكوى أو اعتراض على أجواء مركز معيّن، من هنا كانت فكرة تعميم الكاميرات”.
لمتابعة المقال كاملاً من المصدر: (ناتالي اقليموس – الجمهورية)