الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - قائد الجيش في طرابلس… وهذه هي رسائله

قائد الجيش في طرابلس… وهذه هي رسائله


وسط المعمعة السياسية والتخبط الحاصل في المواقف، التي تتدرج بين تسجيل النقاط والمزايدات الظرفية وإستغلال بعض الأحداث، كتلك التي حصلت في طرابلس مؤخرًا، والتي استثمرت في تحصين بعض المواقع السياسية، كان لقائد الجيش العماد جوزف عون تحرّك هادىء وبعيدًا عن الشعبوية، في إتجاه عاصمة الشمال، التي وقفت وتقف دائمًا، بكل أطيافها، خلف المؤسسات العسكرية، من جيش وقوى أمن داخلي، وهي التي ترى فيهما الضمانة الوحيدة لأمن المدينة وإستقرارها وإزدهارها، وهذا ما تعبّر عنه قياداتها السياسية الوطنية، بتياراتها الرئيسية، وقد كرّستها الإنتخابات النيابية الأخيرة، والتي جاءت بمثابة استفتاء شعبي عن هوى أهلها.

وبشهادة الجميع تقريبًا من أهل طرابلس أن قائد الجيش تعامل مع الأحداث الأخيرة بمسؤولية وحكمة بعيدًا عن المواقف التي حاولت إستغلال ما حصل لتثميره سياسيًا، وهو أستطاع بهدوئه المعهود أن يوصل رسائل مهمة، بعد زيارته للعاصمة الثانية، ووضع النقاط على الحروف، وتماهى بمواقفه التي أعلنها مع ما سبق أن أعلنته ويرة الداخلية ريا الحسن والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان من المدينة أيضًا غداة حصول الإعتداء الغادر على الجيش وقوى الأمن الداخلي، وقد أثبت أنه يتعاطى مع ما حصل بموازين دقيقة وسليمة، وأظهر وحدة في الموقف العام، الذي تُرجم لاحقًا بأن لا ثغرة في التنسيق بين الأجهزة العسكرية، التي تعمل لهدف واحد، وهو إحباط أي محاولة لزعزعة الإستقرار العام والسلم الأهلي.

وبشهادة من يرقى إلى شهادتهم الثقة والمصداقية فإن قائد الجيش يتصرّف مع الأحداث الطارئة، ولاسيما الأمنية، بنفس قيادي مميز، إنطلاقًا من مسؤوليته الوطنية، والتي عمادها الحفاظ على الأمن في كل لبنان، وبالأخص الأمن في طرابلس، الذي يبدو أنه مستهدف، وفق ما تقول بعض المصادر، وذلك لما تشكّله المدينة من أهمية على الخارطة الوطنية والسياسية.