تطرّق رأى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى موضوع الموازنة ومكافحة الفساد والوضع المالي في لبنان معتبرًا أنّ “هذه المعركة أصعب من معركة تحرير الجنوب”.
وفي كلمة له في الذكرى التاسعة عشر لعيد المقاومة والتحرير، قال نصر الله: “من جملة من التزمنا به هو أننا سنكون جزءًا من عملية مكافحة الفساد خلال مرحلة الانتخابات النيابية، وقلنا إنّ الأمر يحتاج إلى وقت وصبر وأدوات وتشكيل ملفات، ولكل معركة لها معلوماتها ووسائلها المختلفة، وأنا قلت إن هذه المعركة أصعب من معركة تحرير الجنوب”، معتبرًا أن “الأمر يحتاج إلى الوقت والجهد وتعاون الجميع، في معركة المقاومة يمكن أن ينتهي الأمر إلى فصيل أو اثنين لكن في معركة مكافحة الفساد هذا الأمر لا يكفي بل نحتاج إلى مقاومة وطنية ونحن سنكون جزءا اساسيا في هذه المواجهة”.
وأضاف: “خلال الفترة الماضية، استطاع حزب الله أن يساهم في ايجاد مناخ وطني كبير حول قضية مكافحة الفساد والهدء المالي وتحويلها إلى أحد القضايا الوطنية المركزية التي يهتم بها الناس ويطالب بها الكثيرون وهذا انجاز أولي على هذه الطريق”، مشيراً إلى “اننا قدمنا بعض الملفات والبعض الآخر سنقدمه في المرحلة المقبلة، وهناك ملفات تم تأجيلها إلى حين الإنتهاء من مناقشة الموازنة، سنقوم بتقديمها إلى القضاء وقد نتحدث عنها في وسائل الإعلام وتم تحضير بعض الإقتراحات من قبل كتلة المقاومة والتحرير، البعض قدم والبعض الآخر يجري مناقشته مع الحلفاء، وهناك اقتراحات قدمت من قبل بعض الكتل النيابية قررنا دعمها لأن المهم النتيجة لا من يقدم الإقتراح”.
وتابع: “على مستوى الوزراء التي تحمل اخواننا المسؤولية فيه، قلنا لهم أن الأولية هي أن تقوموا أنتم بمحاربة الفساد، وبحسب معلوماتنا لا يوجد فساد أو هدر في وزارتي الصحة والشباب والرياضة ومن لديه أي معلومات أو معطيات تتعلق بوزارة الصحة أو الشباب الرياضة يمكن أن تقدم ونحن معنيون بهذا وندعو باقي القوى إلى أن يتحمل كل فريق في وزارته هذه المسؤولية”، مشيراً إلى أنه “بالنسبة إلى ملف تسوية الحسابات المالية، تم تقديم الملف إلى القضاء وهذا الإستحقاق سيواجهه المجلس النيابي عندما يتطرق إلى ملف الموازنة العامة”.
وأكد أن “مناقشة الموازنة خلال الفترة الماضية كانت بالنسبة لنا أولويتنا واعتبرنا أنها محطة مهمة جدا لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي ما أمكن، ونحن خلال الفترة الماضية قلنا نحن يجب أن نكون جميعا جديون في هذا النقاش والكل يجب أن يناقش على أساس أن هذه الموازنة مصيرية، وتعاطينا بجدية منذ الأيام الأولى ونصحنا أن يكون يكون النقاش داخل مجلس الوزراء بعيداً عن وسائل الإعلام الذي قد يأخذنا إلى مزايدات، ولذلك منذ بداية النقاش حتى اليوم التزمنا بموقفنا داخل مجلس الوزراء”، مشيراً إلى أنه “في كل الأحوال، إذا كان هناك ما يستدعي أن نوضح موقفنا بعد الإنتهاء من دراسة الموازنة سنقوم بذلك”.
وشدد على “اننا لن نعرقل إصدار الموازنة بالرغم من أن هناك نقاط نرفضها لأنها تمس بالشعب اللبناني وذوي الدخل المحدود، لأن في المجلس النيابي سيكون هناك فرصة جدية للنقاش والتعديل، وفي الموازنة هناك ضرائب ورسوم مست الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود وأطالب القوى السياسية أن تفي بوعدوها في هذا المجال، وفي النقاش في المجلس النيابي لن نلتزم بالصمت الإعلامي الذي التزمنا فيه في الحكومة ونأمل أن تذهب الموازنة في أقرب وقت إلى المجلس النيابي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعد بالعمل على إقراره في أسرع وقت ممكن، وبعد إقرار الموازنة يجب أن يتواصل النقاش في الخطوات الإصلاحية ويجب أن يبدأ النقاش في موازنة العام 2020”.