ربما لم يعد امام الجنوبيين ومعهم كل اللبنانيين الذين باتوا ينتظمون يوميا بما يشبه طوابير الذل امام ابواب مراكز المعاينة الميكانيكية في لبنان سوى ان ينتفضوا على هذه المراكز ويقفلون ابوابها الى ان تجد الدولة حلا جذريا لرحلة الاذلال هذه التي باتت تكبد المواطنين الكثير من العناء والتعب ناهيك عن الشعور بالذل والاهانة .
امام مركز المعاينة الميكانيكية في الزهراني ينتظم الجنوبيون على مدى اكثر من كيلومترين في مشهد يندى له الجبين ولعل الشعور الوحيد الذي ينتاب المواطنين في هذه الطوابير هو الشعور بالذل والاهانة في دولة المحاصصة والحلول العقيمة لكافة ازماتها .
فالمعاينة الميكانيكية التي في اسوا الاحوال لا يجب ان تستغرق اكثر من ساعة من وقت المواطن باتت تستغرق ما يزيد عن العشر ساعات في انتظار مرير ناهيك عن المخاطر التي تترتب على هذا الانتظار حيث ان بعض المواطنين ولحجز الدور المبكر باتوا يبيتون ليلتهم على الطريق في سياراتهم امام مركز المعاينة ومنذ بضعة ليالي قد حصل ما لم يكن بالحسبان حيث وقع حادث سير امام مركز المعاينة وادى الى تضرر العديد من السيارات المتوقفة بانتظار دورها عند الصباح .
وهنا يتساءل المواطنون متى توجد الدولة حلا لهذه الازمة التي تعيد لهم كرامتهم وراحتهم خاصة في ظل المعلومات التي تشير ان الشركة المشغلة الان تعمل بشكل غير قانوني بسبب انتهاء العقد المبرم معها من قبل الدولة ناهيك عن ان اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري والمكلفة بمعالجة ازمة المعاينة الميكانيكية لم تجتمع منذ زمن طويل .
امام كل ما تقدم هل يجدر باللبنانيين تقبل فكرة التطويع والانتظام في طوابير الذل امام مراكز المعاينة الميكانيكية ام يجدر بهم ان ينتفضوا على هذا الواقع ويغلقوا ابواب مراكز المعاينة ليضغطوا على الدولة لايجاد الحل المناسب الذي يريح اللبنانيين وينقذهم من ذل هم ليسوا بحاجة له .
موقع النبطية