الاسم والغربة والصداقة جمعتهم. تقاسموا الأفراح والضحكات، وحين انتظرهم الموت على طريق كاليفورنيا، أبوا أن يتفرق بعضهم عن البعض الآخر، سلّموا الروح معاً، رحلوا تاركين صدمة في لبنان وأميركا… هم حسين صالح، حسين صعب، حسين غشام وحسين أيوب الذين كُتب عليهم أن يفارقوا الحياة نتيجة حادث سير مروّع في بلاد الاغتراب.
كان الشبان الأربعة معاً عندما اصطدمت السيارة التي كانوا يستقلّونها من نوع “BMW” بعمود كهربائي ضخم إلى جانب الطريق السريع، ما أدّى إلى انشطارها نصفين فجر الإربعاء. محطة “آي بي سي” الأميركية نقلت أنّ “التحقيقات الأولية أشارت إلى أنّ سائق السيارة كان يقود بسرعةٍ كبيرة”، وقد حضرت عناصر الشرطة والإنقاذ لانتشال الضحايا، حيث علق 3 منهم داخل السيارة، فيما وُجد الرابع بالقرب منها.
ذهول في يارون
بلدة يارون مسقط رأس الضحايا في حالة ذهول وفق ما أفاد رئيس البلدية علي تحفه “النهار”، مضيفاً: “سقط الخبر كالصاعقة على أهالي البلدة الذين خسروا أربعة شبان دفعة واحدة. جميع الضحايا من مواليد أميركا، عائلاتهم مقيمة في الاغتراب منذ سنوات طويلة، ومع هذا اعتادوا زيارة بلدهم الأم بصورة متكررة، فبلدتهم يارون بالنسبة إليهم كما إلى بقية المغتربين من أبنائها حتى الجيل الثالث، الملاذ النهائي”. ويلفت إلى أن “ما حصل في الأمس ما هو إلا صورة عن فاتورة الاغتراب والبحث عن لقمة عيش كريمة ولو مرّة”.
العرس الكبير
وقال تحفة: “الصدمة بادية في كل زاوية من زوايا يارون. فلبست ثوب الحداد بانتظار وصول جثامين أبنائها من الغربة لتزفّهم إلى مثواهم الأخير في عرس كبير وتحتضنهم في ترابها، إذ شاء القدر أن يكونوا من أبناء الطبقة المستهدفة في لبنان الذين فرضت عليهم الحياة الهجرة إلى بلاد الاغتراب بحثاً عن لقمة عيش تغمست بالدماء، نعم نحن نؤمن بأن الموت حق، لكن نطالب بالعدل والمساواة في بلدنا كي لا نخسر أبناءنا في الغربة”.
“أمل” تنعى الضحايا
مكتب العلاقات الخارجية والمغتربين المركزي في “حركة أمل” نعى الضحايا الأربعة في بيان بالقول: “هم متعلمون على سبيل النجاح… خطفهم الموت على طريق الغربة، أربع شموع أطفأ نورها حادث سير مروع، ولمّا يبلغوا بعدُ حلم إتمام دراساتهم الجامعية في كاليفورنيا الأميركية. هم شهداء الاغتراب: حسين علي صالح، حسين ياسر صعب، حسين احمد غشام، حسين موسى أيوب… هم درس جديد نتعلمه لوقف تصدير الإنسان مهما كانت الأسباب…فالوطن والأهل أحق بهم وواجب الدولة احتضان أبنائها بدلاً من خسارتهم في تغريبة خارج الوطن وعلى أرضه أو تحت ترابه. إن حركة أمل إذ ترفع لهم دعوات الرحمة والمغفرة…تتقدم من ذويهم بجميل الصبر والسلوان”.
هو الموت على الطرق يلاحق اللبنانيين داخل لبنان وخارجه، لتخسر عائلات كل يوم أحبابها في حوادث مرّوعة!
المصدر : أسرار شبارو – النهار