الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - الزرارية المصدومة تنتنظر جثمان ابنها: دم اللبناني مش رخيص!

الزرارية المصدومة تنتنظر جثمان ابنها: دم اللبناني مش رخيص!

بكثير من الحرقة والألم الحسرة ، تلقت عائلة اللبناني مشهور جمعة خبر مقتله في جريمة بشعة في ابيدجان في افريقيا حيث وجد مقتولاً في مكتبه في منطقة تريشفيل بعد تعرضه للضرب بآلات حادة من قبل عصابة مسلحة . ومشهور البالغ من العمر 49 عاماً كان سافر الى افريقيا عام 1995، وهو متزوج وله 7 اولاد ويعمل رجل اعمال في مجال المجوهرات،

مسقط رأسه الزرارية في قضاء الزهراني التي اصيبت بحال من الصدمة والذهول ، وعمها الحداد ، تنتظر وصول جثمانه في رحلة عودته الأخيرة الى ارض الوطن ليحتضنه ترابه.

الايات القرانية بثت من مسجد البلدة فيما توافد المعزون الى منزل ال جمعة حيث رفعت صورة لإبنها المغدور في باحته. وجلست والدة مشهور المسنة ومن حولها شقيقه الوحيد وشقيقاتهما السبع يواسونها ويستعيدون معها صورة وابتسامة ذلك الشاب المهيوب ” مشهور” الذي قصد بلاد الاغتراب طلبا للرزق ومستقبل افضل لعائلته فقضى شهيد لقمة العيش التي لم تعد فقط مغمسة بمرارة الغربة وانما أيضا بدماء مشهور.

كان حنوناً– تقول شقيقته ” أرزة ” وهي تحمل صورته وتبكيه – وتضيف” والشقيق الذي يعتبر بمثابة أب والمعيل الوحيد لنا منذ العام 1984 بعد وفاة والدنا. وكان يعطف على القريب والغريب ولم يكن يعادي أحدا فلماذا قتلوه وبهذا الاجرام دون رحمة .

وتبدي شقيقة مشهور عتبا كبيرا على الدولة اللبنانية ووزارة الخارجية انها لم تتحرك لكشف وتوقيف قتلة شقيقها . وتقول” خيي مظلوم والطريقة اللي انقتل فيها شنيعة .. بيتبهدل الواحد ببلدو وبينهان ليهاجر وبيرجع مقتول ..دم اللبناني مش رخيص .. لا دم خيي ولا غيرو .. ولادنا ييتغربوا عشان لقمة العيش وبينقتلو ودولتهم ما بتسأل عنهم ، بينما الأجنبي اذا صابو مكروه بتقوم الدني” لا دم اللبناني مش رخيص دمو غالي .. بس بيرخص وبينهان وبيموت برا “.

ويقول محمد جمعة ابن عم المغدور مشهور ان قريبه غادر لبنان منذ ربع قرن قاصدا افريقيا واستقر في ابيدجان ودفع ضريبة لقمة العيش التي يدفعها كل لبناني مغتبر من اي منطقة لبنانية كان نتيجة تخلي المسؤولين عن واجباتهم تجاه هذا اللبناني الذي يغذي الاقتصاد ويحول امواله الى بلده… وللأسف عندما يقتل لا احد يسال عنه “.

واشار جمعة الى ان هناك اكثر من 6 الاف لبناني من بلدة الزرارية وحدها في ابيدجان وقال” يوميا نسمع عن جرائم قتل وسرقة وخطف للبنانيين والدولة لا تهتم بهم. للاسف نحن كلبنانيين في بلاد الهجرة منذ 500 عام ولغاية اليوم فشلنا في ان نشكل (لوبي) لبناني ”

وعن دوافع الجريمة قال ان السلطات هناك تتابع الموضوع لكن للاسف كل من يقتل تقيد الجريمة ضد مجهول ونضع التراب عليه هنا لتتكر القصة من جديد . اناشد فخامة رئيس الجمهورية الذي هو “بي اللبنانيين ” في لبنان وخارجه الاهتمام بالجاليات اللبنانية في بلاد الاغتراب وخاصة افريقيا في ظل ما يتعرضون له من جرائم قتل .
المصدر : رأفت نعيم – مستقبل ويب