الرئيسية - أخبار محلية و دولية - باب الحارة بالجزء العاشر بات مهزلة المسلسلات الرمضانية…هكذا ضاعت الطاسة !

باب الحارة بالجزء العاشر بات مهزلة المسلسلات الرمضانية…هكذا ضاعت الطاسة !


“باب الحارة 10” بهذا الشكل مهزلة رمضانية. الخلاف حول الدجاجة المُذهّبة بلغ حداً فاضحاً. يعود الكاتب الأساسي للمسلسل (تعرضه “أل بي سي آي”) مروان قاووق لكتابة جزء عاشر، بعد طلاق مع بسام الملا منتج الأجزاء التسعة، ورفع دعاوى ومثول أمام المحاكم. كنوع من استغباء للمُشاهد، يخاله الكاتب تذاكياً، يجعل من القصف الفرنسي على حارات دمشق مَخرجاً للانتقال من حارة الضبع، أرضية المواسم التسعة، إلى حارة الصالحية، مسرح الجزء العاشر. أين الأبطال؟ أين الوجوه والأسماء؟ أين ثقة الناس؟ بذريعة أنّ المصائر مجهولة، والقصف هجّر وشتّت ويتّم، اختلط الحابل بالنابل وضاعت الطاسة.

ليس غريباً على “باب الحارة” إحياء الموتى ونبش القبور. وليس غريباً قَلْب الأدوار، فيتنقّل الممثل الواحد بين شخصيات عدّة كأنّ المُشاهد من دون ذاكرة! لا يتساءل صنّاعه عن رأي أحد فيستخفّون بالذكاء والعقول. وإن تساءلوا، يُكملون الدرب كأنّ شيئاً لم يكن! عادي جداً، فالمسألة باتت تجارة. “Business is business”. فُرِّغت من سياقات فنّية وخلت من لمعات الإبداع (مع ملاحظة أنّ قاووق تميّز في كتابة الجزءين الأوّلين). إنّنا أمام تناحر شخصي يطعن العمل من خاصرته ويثير حوله السخرية. لا يمكن أن نثق بخلاصة لم يبقَ منها سوى الاسم والبعض القليل جداً. الداية إم زكي (هدى شعراوي) لا تعوّض وحدها ما لا يُعوَّض. عباس النوري تبرّأ من العمل ووثّق اللحظة بالفيديو. آخرون كصباح الجزائري في غياب، ثم يصرّ الكاتب على أنّ الورق يصنع مسلسلاً، والأسماء تحلّ في مرتبة لاحقة. ربما صحيح، لكن في حالات مغايرة. في وضعية “باب الحارة”، لا يمكن المجيء بشبيه لفوزية وأم بدر (شكران مرتجى ومحمد خير جراح) والرهان على أنّ الناس ستصدّق. المشهد بائس مقارنة بالأصل. لا يُضحك ولا يُقنِع.

بينما إم زكي تردّد: “ما ضل بيت بحارة الضبع إلا ما وقع، يا حسرتي”، يتراءى المُشاهد مقهقهاً: “هاهاها”. كمن يعلم تماماً أنّ ثمة مَن يستخفّ به، صراحة، علناً، من دون حياء ولا يفعل سوى أن يضحك. تسعة مواسم أنتجها بسام الملا فاضت ووصلت حدّ التخمة. فأتى الجزء العاشر ببداية سوريالية. لا شيء من الحارة سوى اسمها وبعض الوجوه. حتى الباب يبدو من دون أثر. حسناً أنّ “أل بي سي آي” لم ترفع سقف الرهانات. أردفته إلى فترة بعد الظهر، وهو بالكاد صالح للمنافسة.

(فاطمة عبد الله – النهار)