كتب أحمد الحسن في “سفير الشمال”: لا يغيب على احد ما يحصل اليوم في لبنان والبلدان المجاورة سوريا والاردن ابتداء من تغييرات في احوال الطقس وصولا الى الانتشار الكثيف للصراصير التي تبين لاحقا انها خنافس وغيرها الكثير من التغييرات التي لوحظت مؤخرا ووثقت بالكثير من الصور والفيديوهات التي انتشر مثل النار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الظواهر الغريبة التي تنتشر في المنطقة، اثارت حالات من الخوف والهلع لدى السكان وخاصة انها تزامنت مع عدة هزات ارضية في غضون الاسبوع الاخير، حيث شهدت مناطق عدة في لبنان هزات ارتدادية حيث عمد البعض الى ربط الامور ببعضها ما دفع الكثير من السكان الى طرح عدة اسئلة ابرزها هل غزو الحشرات ينبئ بزلزال مدمر يضرب المنطقة؟
تقول مصادر مطلعة: ان ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتحذير من الصراصير التي تجتاح بعض المناطق اللبنانية وخصوصا في البقاع ليس صحيحا فان هذه الحشرات هي من أنواع الخنافس يحمل الاسم العلمي Calosoma olivieri، وتعرف في البلاد العربية باسم الخنفساء السوداء أو حشرة الكالوسوما، عمرالخنفساء السوداء قصير جداً ويتراوح ما بين 22 و 26 يوماً وتنجذب للإضاءة ليلاً.
وتضيف: ان الخنفساء السوداء هي حشرة تنشط ليلاً فقط، وتتغذى على الحشرات والديدان الضارة الموجودة في التربة والنبات، والتي قد تشكل آفة زراعية في حال غيابها.
وعن سبب انتشارها تقول هذه المصادر: تُعتبر الأمطار الوفيرة التي شهدتها المنطقة هذا العام والغطاء النباتي الربيعي الممتد السبب الرئيسي وراء الانتشار غير المعتاد لها، فهذه الحشرة تعيش عادة بين الأعشاب والنباتات في التربة الرطبة، وتخرج للسطح عند ارتفاع درجات الحرارة.
اما عن سبب ارتباط الخنفساء بالهزات الارضية تقول مصادر علمية: انه ليس هنالك اي ارتباط علمي سوى انه لطالما حذرت الحيوانات من وقوع الكوارث في العالم فعلى سبيل المثال، الزلزال الضخم الذي ضرب الأراضي الصينية خلال شهر مايو 2008، سبقه رصد للمواطنين هناك قفز الآلاف من الضفادع على طول الشوارع في واحدة من المناطق الأكثر تعرُضاً لتبعات الهزّة التي حدثت بعد ذلك بفترة وجيزة.
التاريخ أيضاً مليء بمواقف وقصص عن حيوانات وحشرات تصرفت بطريقة غريبة جداً قبل وقوع زلزال.
وتضيف هذه المصادر: ان لبنان يقع على خط زلازل ثانوي وهذا الخط يمر بفالق اليمونة ويقطع بين السلسلة الشرقية والغربية في البقاع، ويأتي من تركيا حتى البحر الميت وصولاً إلى البحر الأحمر، ويتفرع منه فالق روم في الجنوب اللبناني وعدة فوالق تصل حتى كسروان وبيروت وبعلبك”.
وتتابع: ان تعرض لبنان للزلزال عبر الفالق الرئيسي لا يحدث إلا كل 400 أو 500 سنة مرة واحدة، وهذا الأمر ليس مبرماً كما أنه يصعب التنبؤ بحدوث الزلازل، وان المرة الأخيرة التي تعرض فيها لبنان لزلزال كبير كان عام 1759 عندما سقطت ثلاثة أعمدة من هيكل جوبيتر في بعلبك من أصل ستة ما تزال قائمة. ولا يمكن تأكيد حصول الزلزال والنظريات العلمية لا تطبق دائماً.
وتختم المصادر العلمية: ان لبنان يتعرض للهزات يومياً ولكنها لا تزيد عن 2 أو 3 درجات على مقياس ريختر ما يجعلها خفيفة ولا يمكن الشعور بها.
المصدر: سفير الشمال