في لبنان فقط، يمنعك ضبط سير من السفر، ويحجزك في المخفر، في حال ذهبت للتقدم ببلاغ أو للإدلاء بشهادة، وفي حال وجد المعنيون في نشرتك “مخالفة مرورية”!
هذا الضبط “المفاجأة” أنت – في أغلب الأحيان – لم تتبلغ به، ولم يصلك إلاّ بعد عام أو إثنين، أو لربما بعد 10 سنوات، كما هو الحال مع الإعلامية نجاة شرف الدين، التي تبلغت اليوم بضبط سير تمّ تسجيله على سيارتها، بسبب وقوف مخالف ارتكبته في الـ2009.
والنكتة أنّ هذا الضبط أحيل للمحكمة – من دون أن تتبلغ نجاة طبعاً- ليصدر الحكم في العام 2017، هذا الحكم الذي وضع في الأدراج حتى جاء قراراً بنفض الغبار عنه هذا الصباح!
نجاة التي تبلغت كل هذه التفاصيل صباح اليوم في اتصال هاتفي وردها من مفرزة الرملة البيضا، أكّدت لـ”لبنان 24″، أنّها لم تكن على علم مسبق بالمخالفة، وأنّها تدفع ميكانيك السيارة سنوياً، إلا أنّه وكما يبدو أنّ المعاينة لا تشمل المخالفات!
نجاة ليست الضحية الأولى لهذا الضبط، إذ أشار مصدر لـ”لبنان 24″، أنّ العديد من المواطنين يقعون ضحية عدم التبليغ، ويتساءل المصدر عن علاقة المخفر بضبط مروري.
وفيما كشف المصدر لموقعنا عن اقتراح تمّ تقديمه في وقت سابق للمعنيين بشؤون السير، وينص على ربط الضبط بالمعاينة الميكانيكية السنوية، منعاً لتراكمه وللتأكد من التبلغ، إلا أنّ هذا الاقتراح وكما يبدو لم يبصر النور حتى اللحظة، ولم يتم البت فيه.
من جهته كشف محامي “كتلة الوسط” الأستاذ وهيب الططر، لـ”لبنان 24″، أنّ أكثر من 1200 ضبط سرعة، يتّم تسجيلهم يومياً، وأشار إلى أنّ هذا الموضوع سيتم طرحه على طاولة مجلس الوزراء،وأوضح أنّ العديد من المواطنين يعانون من تداعيات هذا الإهمال لاسيما عند السفر، حيث يتم توقيفهم في المطار لحين دفع الغرامة المتراكمة.
المواطن هو الضحية
مصدر متابع لملف السير، أكّد في حديث لـ”لبنان 24″، أنّ المواطن لا يتحمل المسؤولية، لافتاً إلى أنّ التأخير هو نتيجة الـsystem المتبع، ولفت المصدر إلى أنّ هناك خلل في التنسيق بين الإدارات المعنية والمحاكم.
وشدد المصدر على أنّ المواطن بإمكانه التقدم باعتراض، ما يعيد الغرامة إلى قيمتها الأولى، بسبب عدم التبليغ.
في السياق نفسه أوضح المصدر أنّ المخالفة المرورية ليست جرماً، وإنّما هي قرار جزائي وبالتالي لا تستوجب ملاحقة ولا مذكرة .
المصدر: خاص لبنان 24