الرئيسية - أخبار محلية و دولية - بين باسيل وفرنجية.. معركة رئاسية مبكرة!!

بين باسيل وفرنجية.. معركة رئاسية مبكرة!!

على رغم أن المعركة الرئاسية لا تزال بعيدة، الا أن معارك جانبية تُخاض ضمن حسابات ضيّقة ومحددة بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

وإذ علم “لبنان 24” أن شرارة المعركة الرئاسية انطلقت منذ بداية المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة، حيث أن الوزير باسيل حاول آنذاك انتزاع وعد من “حزب الله” برئاسة الجمهورية، الا أن الحزب، وفق مصادر مطلعة، رفض ذلك معتبراً أنّ تجربة الرئيس ميشال عون استثنائية ولا يمكن تكرارها لجهة تعطيل البلاد من أجل رضوخ باقي الأفرقاء للسير بباسيل أو سواه، كرئيس توافقي للجمهورية، وبالتالي فإن الوعد القاطع لا يسري على أي من الطرفين معتبراً أن لكل مرحلة ظروفها.

من جهة أخرى فقد أشارت مصادر 8 آذار إلى أن لا مانع من أن يطرح الوزير باسيل نفسه كمرشح للرئاسة الا أن الحديث عن المعركة الرئاسية مبكر جدا، وأضافت بأن الطريق مقطوعة أمام أي مناورة لفريق 14 آذار لوصول مرشح من قِبلهم كشخصية بديلة بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، لافتة الى أن المعركة الرئاسية المقبلة ستقوم على حفظ التوازنات في لبنان، الأمر الذي قد يضطر الأفرقاء الى الذهاب بتسوية تشكّل حلّا وسطاً بين الطرفين المرشحين.

وفي سياق متصل، أكد مصدر قيادي في 14 آذار أن توريث عون قيادة “التيار الوطني الحر” لباسيل لا يمكن ان يطبّق على كرسي الرئاسة، وأن المعركة ستخاض بحسب الاصول الدستورية، كاشفاً عن خلافات بين “حزب الله” و “التيار الوطني الحر” قد تؤدي الى فرط التحالف بين الفريقين، معتبرا أن رفض “حزب الله” إعطاء وعد لباسيل بتبنّي ترشيحه هو بمثابة مراجعة حسابات، اضافة الى اعتبارات اخرى كموقف الرئيس نبيه برّي ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” من باسيل، والذي سيجعل حظوظه للوصول الى الرئاسة ضئيلة جدا!

مما لا شك فيه أن الوزير باسيل قد استشعر حقيقة مواقف الأفرقاء على المستوى السياسي من فكرة ترشيحه للمعركة الرئاسية، فذهب نحو خوض معارك جانبية متسلّحاً بقوة التحالفات والنفوذ في هذه المرحلة، والتي من شأنها أن تزيح من أمامه بعض الشخصيات الوسطية التي قد تكون المنافسة، حيث أنّ جزءًا من الهجوم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، يهدف بشكل أساسي الى إسقاط الشرعية المالية لسلامة، والتي من شأنها أن تواجه الشرعية الشعبية التي يملكها باسيل ويتمتع بجزء منها النائب السابق سليمان فرنجية، وبالتالي فإن إبعاده عن منصبه سيضعفه ويجعله خارج حلبة الصراع الرئاسي في المرحلة المقبلة.

وعلى رغم أن قائد الجيش العماد جوزيف عون محسوب على الرئيس عون، فإن أن هناك، على ما يبدو، بذور خلاف بينه وبين الوزير باسيل، وهذا الأمر تكشّف من خلال سعي الأخير الى تغيير أحد مديري فرع من فروع مخابرات الجيش بآخر يحظى بدعم عون، الأمر الذي من شأنه أن يساهم بإضعافه وتحييده أيضاً عن دائرة المنافسة.

بالمقابل، فقد بدأ رئيس “تيار المردة” أولى خطوات احتوائه للنائب ميشال معوض المنضوي تحت راية تكتّل “لبنان القوي” كي لا يشكّل الطرح الوسطي الذي قد يرضى عنه “التيار الوطني الحر” على اعتباره حليفا، ويوافق عليه فريق 14 آذار، وذلك من خلال سلسلة لقاءات يعقدها فرنجية مع الأخير والتي نقلها الاعلام على أنها مساعٍ لتوطيد العلاقة بين الطرفين.

اضافة الى أن “بيك زغرتا” يحاول ترسيخ العلاقة المبنية أساساً بينه وبين عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب نعمة افرام عبر النائب فريد الخازن، وذلك لتحييده أيضا عن المعركة باعتباره مرشحاً وسطيا قد يُطرح اسمه جديّاً في أي تسوية رئاسية لاحقة، لا سيما أنه على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء الى جانب استحواذه أيضاً على الرضى الأميركي بشكل أو بآخر.

طويلة هي الأيام التي تفصل لبنان عن المعركة الرئاسية، الا الوزير باسيل يسير بخطوات ثابتة نحو المستقبل القريب، فمن سيعرقل أمانيه؟

المصدر: لبنان 24