ما عاد الأمر خافياً حيال الافتراق النهائي بين روسيا وإيران المتعلق بكيفية إيجاد حل للأزمة السورية، فالصراع الدائر في الأروقة الديبلوماسية بين الطرفين معطوفاً على معارك عسكرية متنقلة بين الشرطة العسكرية الروسية والمليشيات الشيعية، على ان انفجار الصراع لن يقتصر على المسرح السوري بل قد ينذر بإندلاع حرب شاملة طالما ان إسرائيل ليست بمنأى عن تشابك المصالح الاقليمية والدولية
فمع اصرار إدارة دونالد ترامب على خنق إيران إقتصادياً، من البديهي أن تحاول طهران توسيع دائرة نفوذها وإستثمار حضورها الاقليمي، ويأتي الميدان السوري في الطليعة، وفي هذا الصدد تتوقع مصادر ديبلوماسية لـ “لبنان 24” أن تدخل العقوبات مرحلة جديدة في 2 أيار المقبل مع الحظر الشامل لتصدير النفط الايراني ما يدخلها في عزلة شاملة .
ووفق المصادر المذكورة فإن نهج ترامب المتبع، والأقرب الى التهور في إتخاذ القرار المتعلق بمقاربة شؤون الشرق الاوسط، سجلت سلسلة خطوات كانت حتى الامس الأقرب من نسج الخيال، حيث نقل عاصمة بلاده من تل ابيب الى القدس والاعتراف بها عاصمة أبدية لإسرائيل، وكذلك إعترف بضم مرتفعات الجولان الى السيادة الاسرائيلية وهو يتحضر راهنا لنزع سلاح حزب الله وإنسحابه من سوريا .
روسيا ليست بمنأى عن هذا التوجه كون حساباتها في الظرف الراهنة تثبيت قواعدها العسكرية على شواطىء الشرق الاوسط، فقد بات يحسب لها حساب على رقعة إقليمية تتجاوز الجغرافيا السورية صوب مصر وليبيا والسودان كما كانت في العصر السوفياتي مع فارق بأن بوتين نجح في تحقيق الحلم الأبدي القائم وضع اقدام جنوده في المياه الدافئة وهو ما يحصل راهنا في قاعدة طرطوس بعد توسيعها لتشمل مطاراً عسكرياً.
التناقض في المصالح بين طهران وموسكو فوق الاراضي السورية، تجاوز حد الافتراق نحو إندلاع الصراع المسلح من جهة كما التنافس حول تشييد الموانىء العسكرية ما بين طرطوس واللاذقية من الجهة الاخرى، فالجانب الايراني يلح على الرئيس السوري بشار الاسد الاسراع بالموافقة على منح إيران حق تشييد ميناء عسكري في اللاذقية كدليل على نفوذها الممتد من طهران حتى شواطىء المتوسط، يقابلها اصرار روسي على توسيع قاعدة طرطوس البحرية وتخصيصها لضخ النفط الروسي لحل أزمة المحروقات التي بات تخنق سوريا بشكل غير مسبوق .
الخطر الاساسي يكمن عبر إضافة العامل الاسرائيلي على مكونات الحرب السورية لتصبح عبوة قابلة للانفجار في ظل الاصرار الاميركي على إبرام صفقة القرن والذي قد تنجلي صورتها بشكل واضح خلال الشهور المقبلة مترافقاً مع سعي إسرائيلي لاستغلال الفرصة وفرض الاعتراف بوجودها دون الحاجة للبحث بمصير اللاجئين كما السلطة الفلسطينية المزعومة.
المصدر: لبنان 24