الرئيسية - أخبار محلية و دولية - ما لم يُروَ عن سريلانكا: “آدم” هبط فيها.. مصفاة نفطها أقلقت ترامب وطريق الحرير تمرّ بها!

ما لم يُروَ عن سريلانكا: “آدم” هبط فيها.. مصفاة نفطها أقلقت ترامب وطريق الحرير تمرّ بها!

تفجيرات واسعة، تهز العاصمة السريلانكية كولومبو
، أصابت 3 كنائس وفنادق، أكثر من مئتي قتيل ومئات المصابين، هكذا استيقظ العالم صباح اليوم الأحد، لكن ماذا تعرف عن سريلانكا أو كما تعرف جوهرة المحيط؟
جوهرة المحيط الهندي
سريلانكا اسمها الرسمي جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، هي دولة جزرية تقع في شمال المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، في جنوب آسيا.
لسريلانكا حدود بحرية، شمالا، مع الهند، التي تبعد عنها نحو 31 كيلومترا (19، 3 ميل)، ومع جزر المالديف، في جنوبها الغربي، وتوصف بأنها جوهرة المحيط الهندي، كما توصف ببلد التناقضات والعجائب والأساطير، ويسميها البعض “أرض الشعب المبتسم”، أو يسمونها بـ “دمعة الهند” نظراً إلى موقعها الجغرافي.
حكمت سريلانكا، على امتداد ألفي سنة من طرف ممالك محلية، ثم احتلت أجزاء منها من طرف البرتغال وهولندا في بداية القرن السادس عشر، قبل أن تسيطر الإمبراطورية البريطانية على البلد بكامله في 1815. واحتك العرب بها عبر التجارة وكانوا على صلة بالمنطقة حتى قبل ظهور الإسلام، وكانوا يسمونها سرنديب، التي تعني جزيرة السكن بين الأسود.

التوزع الديني والعرقي
تعتبر سريلانكا من المعاقل الأولى للبوذية، وبها كتبت أولى النصوص المعروفة لهذه الديانة. حاليا، هي بلد متعدد الأديان والأعراق واللغات. 70% من السكان يدينون بالبوذية والباقي موزع بين الهندوسيين (%12) والمسلمين (%10) والكاثوليكيين (%6) والبروتستانتيين (%1).

على المستوى العرقي، يشكل السنهاليون غالبية السكان (%75 في 2012) إضافة إلى التاميل (%11)، الذين يتركزون في شمال وشرق الجزيرة. وتتوزع الطوائف الأخرى بين العرب التاميل والهنود والماليزيين والبورغر (أحفاد المستوطنين الأوروبيين).
لسريلانكا لغتان رسميتان، السنهالية، التي يتحدث بها ثلاثة أرباع السكان والتاملية (%26).

أعلى دخل للفرد في جنوب آسيا
نظام الدولة جمهوري رئاسي وممركز، وعاصمتها هي سري جاياواردنابورا كوتي التي تقع في الضاحية الشرقية لمدينة كولومبو.
تشتهر الجزيرة بإنتاج وتصدير الشاي والبن والمطاط وجوز الهند، وتعرف سريلانكا انتقالا تدريجيا إلى الاقتصاد الصناعي الحديث، ويتمتع سكانها بأعلى دخل للفرد في جنوب آسيا. وتشتهر بجمال طبيعتها المتمثل في الغابات الاستوائية والشواطئ والمناظر الطبيعية وبتنوعها الحيوي، فضلا عن التراث الثقافي الثري، الذي جعلها مقصدا سياحيا عالميا شهيرا.
في آخر إحصاء سياحي نشرته سريلانكا بلغ عدد السياح الزائرين في عام 2016 نحو مليوني سائح؛ ولذلك فهي تعد من الدول الناشئة سياحيا بالمقاييس الآسيوية، على رغم من أن تشجيع السياحة فيها يعود إلى عام 1966 عندما نشأ مكتب تشجيع السياحة في سيلان، وكان يزورها حينذاك 18 ألف سائح سنويا.
يقول الكثير من السياح الذين زاروا سريلانكا إنها واحدة من أجمل الدول الآسيوية، وبها أشهى أنواع الطعام وشعب مضياف ومتفائل بالحياة. ولكن الكتب السياحية التي وصفت سريلانكا تقول عنها إنها “بلاد ذات جغرافية من الجنة، وتاريخ من الجحيم”! فخلال الألفي عام الماضيين لم يمض على سريلانكا قرن واحد لم تكن فيه محتلة أو متورطة في حرب ما. وكانت آخر حرب أهلية فيها قد استمرت من عام 1983 إلى 2009.

تاريخها يمتد إلى 3 آلاف سنة.. وطريق الحرير كان يمر منها!
سريلانكا دولة ذات إرث حضاري عريق، يمتد إلى 3 آلاف سنة، وكانت في ملتقى الطرق البحرية الرئيسية الرابطة بين غرب آسيا وجنوب شرقي آسيا، بفضل موقعها الاستراتيجي. وأدت دوراً مهماً إبان فترة طريق الحرير وصولاً للحرب العالمية الثانية، حيث كانت قاعدة مهمة لقوات الحلفاء في الحرب ضد اليابان.

نشأت حركة سياسية قومية في أوائل القرن الماضي، وناضلت من أجل الحصول على الاستقلال السياسي، الذي تأتى في سنة 1948 بعد مفاوضات سلمية مع البريطانيين. وتميز تاريخها المعاصر بالحرب الأهلية العنيفة التي امتدت قرابة ربع قرن من 1983 إلى 2009، بين حركة نمور التاميل الانفصاليين والجيش السريلانكي، والتي انتهت بنصر الجيش بعد مقتل مئات الآلاف من المدنيين.

مصفاة نفط.. بمشاركة عربية!
والجدير ذكره أنّ سريلانكا بدأت منذ عام بناء مصفاة نفط كلفتها نحو 4 مليارات دولار على أمل أن تحيي الاهتمام الأجنبي في مرافقها للشحن البحري بعد أن أقلق حصول الصين على حق استثمار مرفأ قريب، المستثمرين الدوليين.

وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنغه إنّ مرفأ هامبانتوتا، الذي يتوسط أكثر طرق الملاحة ازدحاما بين الشرق والغرب، سيصبح مركز استثمار عالميا بالإضافة لمصفاة النفط ومرافق للتخزين.

والمشروع البالغ كلفته 3,85 مليار دولار يعد أكبر استثمار أجنبي في مشروع واحد في تاريخ البلد الآسيوي. وسيتم تمويله على شكل مشترك بين عُمان وشركة سنغافورية تملكها عائلة أعمال هندية ثرية.

وتقع المصفاة قرب مرفأ هامبانتوتا، المطل على المياه العميقة، والذي تم منح الصين حق استثماره لمدة 99 عاما، بعد أن عجزت سريلانكا عن سداد ديون مستحقة عليها.

وأبدت الهند والولايات المتحدة مخاوف من أن يؤدي حصول الصين على موطئ قدم في ميناء بمياه عميقة إلى منحها ميزة عسكرية في المحيط الهندي، خصوصا مع تنامي حضور بكين في عدد من الدول الآسيوية، تحت شعار تطوير البنى التحتية لهذه الدول لتسهيل التبادل التجاري.

ومع تشغيلها، ستتيح المصفاة، وهي الثانية في البلاد، لسريلانكا تصدير 9 ملايين طن من المنتجات النفطية سنويا. ولا تنتج سريلانكا نفطا، لكنها تعمل على تكرير النفط المستورد، إلا أن المصفاة الموجودة حاليا لا تلبي الطلب المتزايد.

هل هبط آدم على “سرنديب”؟
وتقع جزيرة سريلانكا في المحيط الهندي، وتعد البلاد الهندية، من أكثر الدول تدينا في العالم، ولها الكثير من القصص التي تهم جميع أصحاب الديانات الإبراهيمية، بحسب ما يذكره المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه الشهير “معجم البلدان”، فإن سرنديب أو سريلانكا حاليا، هي جزيرة عظيمة في بحر هركند بأقصى بلاد الهند، وهي جزيرة تشرع إلى بحر هركند وبحر الأعباب، وفي سرنديب الجبل الذي هبط عليه آدم عليه السلام، ويقال له الرهون وهو ذاهب في السماء يراه البحريون من مسافة أيام كثيرة، وفيه أثر قدم آدم عليه السلام، وهي قدم واحدة مغموسة في الحجر طولها نحو سبعون ذراعا، ويزعمون أنه خطا الخطوة الأخرى في البحر، وهو منه على مسيرة يوم واحد.

ووفقا لما جاء فى كتاب “جامع الآثار في مولد النبى المختار (ص) 1-7 ج1” لأبي عبد الله محمد ابن ناصر الدين الدمشقى، روى ابن أبى حاتم في تفسيره، عن الحسن البصرى، فقال: أهبط آدم عليه السلام بالهند، وحواء بجدة، بدست سبسان من البصرة على أميال، وأهبطت الحية بأصبهان، وقال مقاتل بن سليمان فى تفسيره، هبط آدم بالهند وحواء بجدة، وإبليس بالبصرة، وهبط آدم بواد اسمه “نوذ” في شعب يقال له: سرنديب، وجاء أيضا عن مقاتل أن “نوذ” واد في جبل سرنديب وهو أخصب جبال الأرض”.

المصدر: العربية – الشرق الأوسط – سبوتنيك – عربي بوست – اليوم السابع – وكالات