الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - طرقات الزرارية أصبحت مضاءة على الطاقة الشمسية …في ظل غياب الدولة … الزرارية تستغني عن الكهرباء ….

طرقات الزرارية أصبحت مضاءة على الطاقة الشمسية …في ظل غياب الدولة … الزرارية تستغني عن الكهرباء ….

حوادث كثيرة تحصل يومياً على طرق لبنان، منها ما هو نتيجة مصادفات مؤلمة، أو تصرفات متهوّرة، ومنها ما هو نتيجة للطرق السيئة بسبب الحفر أو غياب الإنارة

من يزور الجنوب، يذكر أنّ الأوتوستراد الأساسي للمنطقة غير مضاء، حتى بات خطره أكبر من فائدته. وفي مبادرة فردية، قامت بلدية الزرارية بتركيب مشروع من الطاقة الشمسية، بطاقة تصل الى 135 أمبيراً لإنارة طُرقها تفادياً للحوادث. فما هي الطاقة الشمسية، ولماذا لا تُستخدم لإنارة كل طرق لبنان؟

تعتبر الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة، مصدرها الضوء والحرارة المنبثقان من كوكب الشمس. وقد استفاد الإنسان منها عبر تسخيرها لتوليد الطاقة عبر تقنيات عدة، منها استخدام الطاقة الحراريّة الصادرة عن الشمس بإحدى طرق التسخين المباشر، أو عن طريق تحويل ميكانيكي من طاقة الحركة إلى طاقة كهربائية.

تعمل الطاقة الشمسية على امتصاص الضوء وتخزينه في بطاريات، تُستخدم للإنارة. وقد بلغت كلفة مشروع الطاقة الشمسية لإنارة طرق بلدة الزرارية 90 ألف دولار أميركي جُمعت من أموال البلدية ومتبرّع مغترب، وقد استوردت المستلزمات من الصين تفادياً للسرقات خلال الليل وتفادي حوادث السير.

يشرح رئيس البلدية عدنان جزيني لـ”النهار” أنّه “بعد دراسة مفصلة، تمكنا من تحقيق هذا المشروع لإنارة الطرق، ونقوم حاليا بتركيب أضواء LED على عواميد الكهرباء”.

اما المشاريع المستقبلية للبلدة فتتلخص بالقيام بأبحاث لدرس إمكان إضاءة الشارع الأساسي، إضافة إلى استخراج المياه من الآبار عبر الطاقة البديلة، ويوضح جزيني ان “إمداد البيوت السكنية بالطاقة الكهربائية،يحتاج إلى دراسات وأبحاث كثيرة يصعب تحقيقها في هذه الفترة، لذلك كان الهدف إنارة عواميد الشوارع كخطوة أولى”.

الطاقة – الحل؟

ليست الطاقة الشمسية الحل الايجابي للإنارة دائماً، نظراً إلى أنّه أحياناً يحتاج كل عمود إلى إنارة خاصة، وفي الحالات الجيدة تحتاج عواميد عدة الى محطة خاصة، إضافة إلى أنّها تحتاج إلى مساحات شاسعة واستثمارات مرتفعة، ما يجعله أمراً صعباً لإنارة كل طرق لبنان، بحسب ما قال المدير العام للمركز اللبناني لحفظ الطاقة عضو اللجنة الوطنية المسؤولة عن تنفيذ “السياسة العامة لقطاع الكهرباء” في وزارة الطاقة والمياه بيار خوري.

يتكلم خوري لـ”النهار” عن الخطة الشاملة للوزارة في مجال الطاقة المتجددة (2016 – 2020)، مشيرا الى انها ” تحتاج لمستويات عدة من العمل، اي مع البلديات ووزارة الأشغال وغيرها من المنظمات غير الحكومية للتوعية والعمل على دراسة وتنفيذ مشاريع للإنارة”. الهدف هو الوصول إلى 20 ألف عمود مُضاء في لبنان بحلول سنة 2020، وينوه خوري “بخطوة بلدية الزرارية وقدرتها على تأمين الإنارة لطرق البلدة”، معتبراً أنّ “هذا المشروع جزء من الخطة التي تهدف إليها الوزارة، على الرغم من أنّها مبادرة فردية من البلدية”.

منذ اعوام، بدأت دراسات كثيرة حول استخدام الطاقة المتجددة كمصدر للطاقة الكهربائية والمياه وغيرها من حاجات المواطن اللبناني، ولكن تبقى الخطوات محدودة سواء على صعيد مدينة أو قرية، وعبر تبرعات أو شركات خاصة وبلديات.

فمتى ستصبح الخطوات الناجحة والتي تؤمن للمواطن حياة كريمة تصدر عن جهات رسمية اي من الدولة اللبنانية؟ وهل سيُلبي لبنان حاجاته في المستقبل القريب من الطاقة المتجددة ويضاهي تطوّر الدول الأخرى؟

المصدر : جريدة النهار