يبدو أن الأشهر المقبلة ستكون صاخبة على الصعيد السياسي، حيث أن التحرك الأميركي لن يقف عند حدّ زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو الاخيرة، بل سيتّجه نحو تكثيف الزيارات الى بيروت لاستكمال المفاوضات حول الملفات العالقة.
وقد علم “لبنان 24” من مصدر مطّلع أنّ موفداً أميركياً سوف يتوجّه قريباً الى لبنان للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي على وجه الخصوص، والتباحث تحديدا في موضوع ترسيم الحدود البحرية. وأضاف: أنّ العرض الذي ستقدّمه الإدارة الاميركية في هذه المرة، يتخطّى “خط هوف” نحو اقتراحات تعزّز حصة لبنان وتضاعف من مكتسباته. ولفت المصدر الى أن “حزب الله” قد كلّف الرئيس برّي مجمل المفاوضات بشأن ملفّ ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية.
وتوقّع المصدر أن يرفض لبنان هذا الطرح مجدداً، مشيراً الى أن اللقاءات الأخيرة مع بومبيو لا تبشّر بأي تجاوبٍ من قبل الأطراف السياسية المعنية، لا سيما وأن “حزب الله” يتصدّى لأي مشروع يصبّ في مصلحة اسرائيل على حساب لبنان رغم الضغوطات الاقتصادية والعقوبات المالية التي تفرضها واشنطن.
من جهة أخرى، اعتبر مصدر ديبلوماسي بارزٌ أنّ محاصرة “حزب الله” من خلال الضغوطات التي تمارسها الادارة الاميركية، والتصعيد الذي ظهر في خطاب بومبيو قبل مغادرته بيروت ارتبط بشكل أساسي بالانتخابات الاسرائيلية، موضحاً أن حلفاء اميركا لم يلاقوا تصريحات الأخير عبر حملات سياسية او اعلامية، لافتاً الى أن النبرة التي تحدّث بها وزير الخارجية الاميركي حول “حزب الله” لجهة السلاح والإرهاب جاءت ضمن سلسلة مواقف تخدم انتخابات اسرائيل وتهدف الى تلميع صورة نتنياهو أمام الرأي العام، معلّلاً ذلك بأن بومبيو كان قد تلا خطاباً معدّاً مسبقا ومتفقاً عليه لدى زيارته الى “تل ابيب” قبل أن يحطّ في بيروت.
وتابع المصدر: أنّ اللقاءات الرسمية التي اجراها بومبيو آنذاك انحصرت ضمن الحديث عن ملفّ النازحين السوريين الذي تمّت مناقشته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ومسألة ترسيم الحدود مع الرئيس برّي، مؤكدا أن المفاوضات لم تتطرق الى موضوع سلاح “حزب الله” والعقوبات الاميريكية سوى مع وزير الخارجية جبران باسيل، والذي أتى في سياق الحديث وعلى هامش ملفات أساسية أخرى.
مما لا شكّ فيه أنّ مسألة ترسيم الحدود هي احدى الملفات التي تتصدر الاهتمامات الامريكية، الا أن مصادر متابعة للمباحثات الجارية أكدت على أنّ التسويات سوف تسير على قدم وساق معتبرة ان المعركة الاعلامية الاميريكية في وجه “حزب الله” ستخبو شرارتها تدريجيا، خصوصا بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية وضمان أميركا تبني اسرائيل لخيار دعم الرئيس دونالد ترامب في الاستحقاق الرئاسي المقبل، مشيرا الى أن همّ واشنطن الاكبر هو تقليم أظافر “حزب الله” عسكرياً والحدّ من نفوذه في الشرق الاوسط، منعاً لمخططات طهران بالتوسع اقليميا، وذلك من دون التدخل بالسياسة اللبنانية الداخلية.
من الواضح أن لبنان سيكون على موعد مع مفاجآت جديدة تعيد خلط الاوراق فهل يفقأ الرئيس برّي عين اسرائيل؟
المصدر: لبنان 24