كعادته جابي الكهرباء وعلى مدى الأشهر الماضية القليلة بعد تعيينه جابياً لشركة مراد للخدمات الكهربائية يصل صباحاً الى ساحة بلدة ارزي يركن دراجته النارية ويبدأ جولته من حي الى آخر لجباية بدل اشتراكات الكهرباء
بدأ هذا الشهر جولته وفي اليوم الرابع أي صباح أمس الاثنين ركن دراجته وانتقل الى عمله عند الساعة الثانية بعد الظهر تقريباً وصل الى ساحة البلدة تمدد على أحد المقاعد رابطاً يده بقطعة قماش عليها آثار دم ويوجد بعد الخدوش في وجهه مدعياً أنه تم الاعتداء عليه من قبل 3 أشخاص سوريين كانوا على دراجتيهما الناريتيين وأنه تم سلبه مبلغ 7 ملايين ليرة وهي أموال الجباية
بداية الشكوك
للوهلة الاولى صدق بعض الاشخاص الذين تجمهروا حوله القصة لإدعائه أن الذين تعرضوا له 3 سوريين كانوا على دراجتين ناريتين في آخر (حي الحماري ) في بلدة ارزي المؤدي الى القاسمية حيث يوجد هناك سكان من التابعية السورية بكثرة
أما ما أثار الشكوك عند بعض الاشخاص حيث تساءلوا عن سبب تواجده في تلك المنطقة التي لا يوجد فيها منازل للجباية والشيء الآخر الذي تم الشك فيه عن قدرته بعد التعرض للضرب المبرح كما أدعى عن قدرته السير مشياً مسافة ما يقارب 2 كلم أو أكثر لوصوله الى ساحة ارزي قرب دراجته النارية لماذا لم يلجأ الى أقرب منزل للإحتماء به وطلب الاسعاف ؟
وشك آخر لفت الناس كيف لجابي كهرباء أن يقوم بجباية 7 ملايين ليرة في يوم واحد وعلى افتراض أنها من الايام السابقة أليس المفترض أن يقوم بتسليم الاموال التي يجبيها يومياً الى شركته ؟
هذه الشكوك الأولية التي راودت الناس الذين أوضحوا لموقع ارزي عن عدم تصديقهم لكلامه ولكن تبقى شكوك حتى اكتمال التحقيقات
شكوك أخرى في سيارة الاسعاف
رغم كل تلك الشكوك إلا أن الأهالي الذين اجتمعوا في الساحة قاموا بواجبهم الأخلاقي والانساني حيث اتصلوا فوراً بالاسعاف التابعة لجمعية الرسالة للاسعاف الصحي في ارزي حيث قاموا فوراً باسعافه الى احدى مستشفيات صور بعد أن طلب رئيس بلدية ارزي الاستاذ عباس قانصو من المسعفين عدم المس بأي شيء من محتويات حقيبته
في الطريق الى المستشفى رن الهاتف ثلاث مرات مما أثار شكوك المسعفين متسائلين كيف سرق اللصوص الاموال ولم يسرقوا الهاتف منه وجزدانه معه وكلما حاولوا لمسه يصرخ من شدة الوجع رغم أنه لا يوجد أي آثار ضرب عليه توحي أو تبرر كل هذا الصراخ بمجرد لمسه وعند الوصول الى المستشفى وبعد إجراء الفحوصات وصور الاشعة اللازمة تبين عدم وجود أي كسور أو كدمات كما كان يدعي
صباح اليوم الثلاثاء وفي أقل من 24 ساعة على الحادثة اعترف الجابي خلال التحقيقات بأن القصة من نسج خياله ولم يسرقه أحد حيث أوقفته القوى الامنية بناء على اشارة القضاء المختص كما أوضحت مصادر مطلعة لموقع ارزي
وفي اتصال لموقع ارزي مع شركة مراد للخدمات الكهربائية بشخص رئيسها الاستاذ مصطفى مراد ومديرها العام الاستاذ علي مراد حيث تم التأكيد أن هذا الخطأ هو خطأ فردي يتحمل مسؤوليته الموظف أمام الجهات الأمنية والقضاء المختص وقد تم طرده من الشركة وباسم شركة مراد وشخص رئيسها الاستاذ مصطفى مراد ومديرها العام الاستاذ علي مراد عبروا عن مدى احترامهم لأهالي بلدة ارزي وحرصهم على سمعة البلدة رافضين بشكل قاطع ما قام به الموظف بحق بلدة معروفة بأخلاق أهلها وطيبة أبناءها وأمانتهم ونظافة الكف وحرصهم على المصلحة العامة