الكتابة عن “الفانات” أو “الباصات”، لا تنتهي، فالرحلة التي ترعاها مواقف “مسيسة”، محفوفة بالمخاطر، وفي فصل جديد من الروايات التي تصادفنا يومياً على الطرقات، ما روته الناشطة مروى سيف عبر صفحتها “فيسبوك”.
مروى التي اختارت يوم أمس “الباص” الكبير، وسيلة للنقل أثناء عودتها إلى طرابلس، لم تعلم أنّ هذه الرحلة سوف تنطوي على حادثة اعتداء أقل ما يمكن وصفها بالمقيتة!
الحادثة التي سردت مروى تفاصيلها بدأت عند إغلاق الباب على قدم فتاة أجنبية كانت تستقل الباص نفسه، غير أنّ السائق الشهم أكمل اتصالاً كان قد بدأه قبل صراخ الفتاة، ليرد لاحقاً عليها بالشتائم والألفاظ النابية، معبّراً عن خوفه على الباب لا عليها.
هذا الموقف، دفع مروى للطلب من الفتاة الترجل من الباص، وعزمت هي وصديقاتها على النزول أيضاً، بيد أنّ الشوفير القبضاي لم يهضم هذا التمرد فتعرّض بالاعتداء للفتاة الأجنبية، راكلاً إياها مرتين، الأولى عند نزولها والثانية بعدما أقدمت على تصوير “نمرة” الباص.
موقع “لبنان 24″، الذي تابع هذا الملف، علم من مصادره أنّ الحادثة باتت بعهدة القوى الأمنية، التي أوقفت المعتدي.
من ينظّم الفانات
في رحلة اليوم مع أحد سائقي الفانات، طرحنا عليه هذا السؤال، فجاء الجواب بعد قهقهة طويلة، “لا أحد”، ليشير إلى أنّ هذه المواقف المتلاصقة “بين موقف وموقف في موقف”، مدعومة.
لتكون النتيجة أن مافيا “النقل العام”، غير المنظم من قبل الدولة، بات يسيطر على طرقاتنا، والقانون الذي يفرض مئات الألوف على من يركن سيارته في منطقة محظورة، أو على من يتجاوز السرعة بكيلومتر واحد، لا يتوقف عند هذه النقليات التي تضع حياة العديد من الأشخاص على كف عفريت.
الشوفير المشكلجي والنسونجي
لا يعدّ الشوفير المشلكجي أو القبضاي أو النسونجي، استثنائياً، بل هو النموذج الأكثر تواجداً على طرقاتنا، وقاحة وقلة تهذيب وشتائم، ومعاملة عنصرية مع الركاب.
أحد السائقين، يتعامل مع الراكب السوري أو الفيليبني أو أوا. كأنّه “درجة ثانية” مع العلم أنّ كلفة لا تختلف بين جنسية وأخرى، فيختار له المقاعد الأكثر إزعاجاً فيما يعزز من يحمل رتبة عسكرية أو من يرتدي “الكرافيت”.
سائق غيره، يتعامل مع المرأة بدونية، فالمرأة بالنسبة إليه “مكانها المنزل”، ولا يمانع أن يطلق تعليقاته الذكورية طيلة الطرقات، بهدف إحراجها.
سائق ثالث، تسوّل له نفسه التعرّف ونسج علاقات، فما إن تجلس بقربه شابة، حتى يبدأ الأسئلة المملة، والتي تنتهي في معظم الأحيان بمحاولة أخذ رقم الهاتف!
هذه النماذج جميعها، يتعرض لها الركاب، في بلد لا تنظيم فيه للنقل العام، في بلد لديه مصلحة سكك حديد وموظفين و و و، وليس لديه لا سكّة ولا قطار!
المصدر : نسرين مرعب – لبنان 24