تقول مصادر مطلعة على الموقف الاميركي لـ”لبنان24″ أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا ينفك عن تنفيذ تهديداته إن تجاه ايران؛ من خلال الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وصولا الى العقوبات على وارداتها من النفط التي تدخل حيز التنفيذ في أيار المقبل، أو على تنفيذ وعوده التي قطعها لرئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لجهة اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وتوقيع مرسوم اعلان سيادة إسرائيل على الجولان المحتل.
لا يخفى أن الخطوة الأميركية الأخيرة تجاه الجولان تعكس سياسية ترامب المتشددة، وتتصل على نحو ثابت بالانتخابات الإسرائيلية ودعم نتنياهو الذي يواجه مشاكل سياسية داخل كيانه من جهة وبالحملة الانتخابية لترامب نفسه من جهة أخرى، بيد أن الاكيد بحسب مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ”لبنان24″ فإن القرار دق ناقوس الخطر وجعل من خيار اللجوء إلى حرب أكبر من أي وقت مضى.
وليس بعيدا، لا يمكن إغفال عملية خط الأوراق في الشمالالسوري عن قوة مؤسسات الدولة العميقة في أميركا التي لم تؤيد الانسحاب من سوريا. وعلى هذا الأساس سلكت استراتيجية ترامب طريق التراجع عن قرار سحب القوات العسكرية والابقاء على نحو 400 جندي موزعين بين شمال شرقي سوريا، والقاعدة الأميركية قرب الحدود مع العراق والأردن لمساعدة الأكراد، مما يعني أن الشمال السوري سيدخل في ستاتيكو طويل ستتحكم به الولايات المتحدة عبر الجماعات الكردية، وتركيا عبر حلفائها، فضلا عن روسيا، بعيداً عن أي تصادم بين القوى الثلاث، الأمر الذي يعني أن الحل السياسي مؤجل ولا يمكن الحديث عن صورة نهائية للتوازانات السياسية، وهذا يجعل إسرائيل أقل حماسة للحرب في سوريا لأن الامور لم تستقر بصيغتها النهائية على المستوى السياسي.
ورغم ذلك، تقول بعض الأوساط السياسية ان الاستقرار في سورية بعد انتصارها على الإرهاب إلى حد كبير بدعم من الحلفاء، يمثل أحد العناصر الذي يرفع مستوى مخاطر الحرب، أولاً لأن الأوضاع فيها تتجه فعلياً نحو نهاية الأزمة التي دامت 8 سنوات، وثانياً لان بقاء النظام وتموضع إيران في دمشق قد يدفع إسرائيل إلى خوض غمار حرب ظنا منها أنها ستكون قادرة على هزيمة محور حزب الله – طهران – سوريا.
وعليه، فإن إسرائيل وبغض النظر عن قرار ترامب في شأن الجولان، تحاول، بحسب الاوساط عينها، الاستعاضة عن خيار الحرب، بالدور الروسي لجهة العمل على سحب ضمانات من موسكو لحماية أمنها وعدم استخدام الجولان لتموضع عسكري جديد ومنع تحويله إلى ساحة مقاومة، من خلال العودة إلى ما قبل العام 2011، مع العلم أن موسكو وبمعزل عن التباين الروسي – الإيراني حيال ما سبق، لا تزال تتعرض لحملة ضغوطات غربية كبيرة، الأمر الذي يفرض عليها عدم الذهاب الى النهاية واللعب على التناقضات في ما خص الجولان وغيره.
وسط هذا المشهد، ثمة من يرى أن المنطقة في حالة اضطراب سياسي وعسكري، من دون أن يعني ذلك أن الأمور ذاهبة نحو حرب بين سوريا وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، فروسيا لن تسمح ان تخرج الأمور عن السيطرة.
ومع ذلك فإن أصحاب مقولة إن خيار الحرب قائم، يشيرون إلى أن المعادلة اليوم انقلبت، فلبنان بات أكثر حصانة، في حين أن سوريا أصبحت ساحة تصفية حسابات وتبادل رسائل. ففي الوقت الذي لا تجرؤ فيه اسرائيل على القيام باي عملية في جنوب لبنان لانها تدرك التداعيات الخطيرة لأي اعتداء، مع تاكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المتواصل أن “أي اعتداء على لبنان أو غارة أو قصف سيتم الرد عليه حتماً، ولن نقبل استباحة العدو للبلاد كما كان يفعل”، فان هامش العمليات العسكرية يبقى أوسع في الساحة السورية لان إسرائيل تواظب على تنفيذ اعتداءاتها من خلال شن غارات على مناطق متفرقة من محيط دمشق وجنوب سوريا.
– لبنان 24