ضحية جديدة سجلت اسمها على لائحة الموت على طرق لبنان. هذه المرة كتب على محمد حسين أمهز أن يفارق الحياة نتيجة حادث سير في بلدته اللبوة. رحل ابن الرابعة والستين من دون أي مقدمات، على الرغم من أنه أمضى ثلاثين سنة من عمره يعمل سائق باص نقل مشترك، من دون أن يتعرض لأي حادث.
نهاية حزينة
عصر أمس كان الموت بانتظار محمد الملقب بأبو بلال في أحد أحياء بلدته. وكما قال قريبه هاني أمهز لـ”النهار”: “شاء القدر أن يفارق الحياة نتيجة تصادم بين مركبة كان يقودها ومركبة أخرى يقودها ابن صديقه. فبعد نحو ربع ساعة من نقله إلى المستشفى لفظ آخر أنفاسه، لتنتهي قصة رجل مرّ على الأرض أربعة وستين عاماً، تزوج ورزق بأربع فتيات. كرّس حياته من أجل تربيتهن. فقد كان رجلاً عصاميًّا. تقاعد من عمله قبل فترة، وما إن قرر أن يستريح بعد مشوار طويل من الكدّ والتعب، حتى خطفه الموت”.
قضاء وقدر
حضرت القوى الأمنية، وفتح مخفر اللبوة تحقيقاً بالحادث. وأوضح هاني أنه “لم تُرفع دعوى ضد السائق، بعد أن اعتبرت عائلة الضحية أن الحادث كان قضاءً وقدراً، واليوم ووري أبو بلال في الثرى. نعم رحل عنّا جسداً، إلا أن روحه وطيب ذكراه سيبقيان في كل مكان مرّ به. فقد كان معروفاً بطيب معشره وحب جميع أبناء بلدته له. كل ما نتمناه الآن أن يرحمه الله، ويلهم عائلته الصبر والسلوان”. وأضاف: “حتى الآن لا أحد يستطيع تصديق أن أبو بلال فارقنا إلى الأبد، ولن يعود بإمكاننا أن نفرح بلقياه وتبادل الحديث معه”.
حزن كبير
أقارب وأصدقاء أبو بلال عبّروا عن حزنهم بمنشورات على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، منهم دعاء حرب التي كتبت: “دموع صامتة خرجت بحرقة، تحمل مشاعر الحزن والأسى من أصدقائك ومحبيك، وهم يودعونك إلى مثواك الأخير، شريط اختزل نحو ستين عاماً من الذكريات القريبة والبعيدة. رحلت عن دنيانا تاركاً طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، وأجمل ذكريات الصداقة والأخوّة التي ربطتك بمن حولك، تلقّينا نبأ وفاتك المفجع الذي هزَّ القَلب بمشاعر مرهفة لم يقوَ أحد على تحمُّلها، والآن نحن لا نملك يا أبو بلال في كل الأحوال إلا الدعاء والتضرّع إلى الله أن يتغمّدك برحمته..وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
المصدر : أسرار شبارو – النهار