رأت صحيفة”الجمهورية” ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أظهر عبر خطابه الهادئ الاخير تقديراً لطريقة تعامل معارضي سياساته مع زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو وعدم استجابة معظمهم لمطالبه، وإن يكن قد تجنّب تسمية هؤلاء، مكتفياً بالإيماء والتلميح.
وأوضح العارفون، بحسب ما اشار الكاتب عماد مرمل في مقاله، أنّ نصرالله شكر بالاسم حلفاءَه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والوزير جبران باسيل لأنّ مواقفَهم الرافضة طروحاتِ بومبيو ظهرت بنحو او بآخر الى العلن، فكان لا بد من أن يشكرهم علناً، اما الشخصيات الاخرى التي التقاها بومبيو وفي طليعتها الرئيس سعد الحريري فقد بقيت مواقفُها ومداولاتُها خلال اجتماعها به “مستترةً” في جانب كبير، وبالتالي ارتأى نصرالله أن يشكرها على النحو ذاته، أي بطريقة ضمنية وغير مباشرة، مستنداً الى المعلومات والتسريبات التي تفيد أنّ الحريري خصوصاً تصرّف بمسؤولية أمام الزائر الاميركي وأكد له تمسّكه بالاستقرار اللبناني والوحدة الداخلية.
وتابع الكاتب ان النبرة الهادئة لنصرالله في خطاب الرد على بومبيو عكست ارتياحه الى نمط التعاطي اللبناني، عموماً، مع مهمة الوزير الاميركي.
واضاف الكاتب، هذه المرة شعر “السيد” أنّ الجبهة الداخلية كانت متماسكة ومحصّنة أكثر من أيّ وقت مضى في مواجهة الضغط الاميركي المتزايد. والقريبون من الحزب يؤكدون انّ أمينه العام لا ينتظر أساساً من الآخرين، خصوصاً الخصوم، أن ينضمّوا اليه في “الخندق”، انما يريد منهم فقط أن لا يطعنوه في الظهر أو يتآمروا مع الخارج عليه. يكاد “حيادُهم” يكفيه، وليس أكثر من ذلك.
وبحسب الكاتب فانه ، ولأنّ الموقف اللبناني الاجمالي كان على قدر الاختبار، وأفضى الى إجهاض اهداف بومبيو، لم يجد نصرالله ضرورة لتصعيد لهجته ورفع صوته في اطلالته السابقة، بل قابل الايجابية التي أظهرها الشركاء في الخيارات او في التسوية بمثلها، الى جانب تفنيده مغالطات وزير الخارجية الاميركية بالتفصيل وبالأدلّة انما بلا توتر وانفعال، الامر الذي يعكس طمأنينة نصرالله وثقته في القدرة على مواجهة الضغوط والحصار، على ما يقول القريبون من قيادة الحزب.
كما يشير المطلعون الى انّ نصرالله الذي اتهم بومبيو بالسعي الى إحداث الفتنة وضرب العيش المشترك لم يكن في وارد أن يسهّل أمره ويحقق مبتغاه، بل العكس هو الصحيح، إذ إنّ “السيد” شدّد في المقابل على التمسّك بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية كردٍّ تلقائيّ وبديهيّ على محاولة الزائر الأميركي استهدافهما.