تحت عنوان ” 8 آذار: حزب الله يرجح العبث بالامن ويحذر من امكانية عودة الاغتيالات” كتبت بولا مراد في صحيفة “الديار” وقالت: يترقب كل الفرقاء المواقف التي سيطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الثلاثاء وبخاصة تلك المرتبطة بإعلان واشنطن سيادة اسرائيل على الجولان اضافة لرده على الحملة الشرسة التي شنها وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو على حزب الله. وبالرغم من ان عددا من القيادات الحزبية سارع الى انتقاد زيارة بومبيو وتحريضه على المقاومة، الا أن نوعا من الارتياح يسيطر على قيادة حزب الله التي تعتبر ان حركة وزير الخارجية الاميركية في لبنان كانت فاشلة على كل المستويات.
وتشير مصادر في قوى 8 آذار مقربة من حزب الله الى ان بومبيو كان يسعى خلال زيارته لتحقيق خروقات في 3 ملفات أساسية، اولا العمل على استخراج موقف رسمي لبناني يقول ان حزب الله يفرض نفسه بقوة السلاح على اللبنانيين، وهو ما لم يتمكن من الحصول عليه حتى من بعض المقربين من الادارة الاميركية، فقد كان رئيس الحكومة سعد الحريري مثلا واضحا عندما قال له إن حزب الله يمتلك حيثية نيابية لا يمكن تجاوزها، وبالتالي، تشكيل حكومة من دونه. وبحسب المصادر، كان بومبيو يسعى ايضا لتمرير مشروع “هوف” معدلا لجهة اعطاء لبنان 600 كلم بدلا عن الـ500 التي كان يسوق لها المشروع لتحصل اسرائيل على ما تبقى من المساحات، الا ان هنا ايضا كان الموقف اللبناني حاسما لجهة حصول لبنان على مساحة 860 كلم كاملة او ابقاء الملف معلقا. وتضيف المصادر:”كذلك حاول وزير الخارجية الاميركية فرض واقع معين بملف النازحين السوريين من خلال ربطه بالحل السياسي، الا ان موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان بغاية الصلابة، لجهة رفض اي مساومة من اي نوع كانت”. واشارت المصادر الى ان بومبيو أُبلغ بأن لبنان لن يسمح في هذا الملف بإحراق نفسه لتدفئة الاميركيين او الاوروبيين أو غيرهم.
ويبدو حزب الله مرتاحا تماما لحركة ومواقف الرئيس عون، اذ تتحدث المصادر عن ان قيادة الحزب باتت على يقين أكثر من اي وقت مضى أنه رجل المرحلة بالنسبة للمقاومة وأن اي شخصية أخرى مكانه لم تكن لتتخذ المواقف التي يتخذها هو لجهة دعم الحزب والتصدي للمشاريع الاميركية التي تبدي مصلحة واشنطن على المصلحة الوطنية العليا.
ويُدرك الحزب ان مخاطر زيارة وزير الخارجية الاميركية لا تنتهي مع انتهاء زيارته الى لبنان خاصة في ظل ما تسرب عن مواقف واسئلة طرحها على حلفائه في ما كان يُعرف بـ14 آذار ان كان خلال العشاء الذي جمعه بهم في منزل النائب ميشال معوض أو خلال اللقاءات الجانبية التي عقدها معهم. ولا يتخوف الحزب، بحسب المصادر، من أن يمارس الاميركيون ضغوطا اقتصادية على لبنان وعلى الليرة اللبنانية كما فعلوا في تركيا مثلا، “لأنهم يعلمون ان من شأن ذلك ان يدفع باللبنانيين الى الالتحاق كليا بالمحور الآخر الذي يحاولون ابعادهم عنه”، لكنه يتعاطى بحذر مع امكانية لجوء واشنطن الى العبث بالأمن الداخلي. وتشير المصادر الى انه “ما دام الاميركيون يعون تماما ان ليس هناك من يمتلك اي قدرة عسكرية على مواجهة حزب الله على الارض، فالأرجح في حال قرروا الاخلال بالأمن ان يلجأوا مجددا الى مسلسل الاغتيالات من خلال تصفية شخصيات مقربة من محورهم كما فعلوا في السنوات الماضية لخلق فتنة داخلية واتهام حزب الله بهذه الاغتيالات”.
وتعتبر المصادر أن “ساترفيلد الذي مهد لزيارة بومبيو لم يتردد بإبلاغ المعنيين وبوقاحة ان واشنطن جاهزة حتى لهز الاستقرار الداخلي في حال كان هذا السبيل الوحيد لزيادة الحصار على حزب الله واضعافه”.
المصدر : بولا مراد – الديار