لفتت صحيفة “الجمهورية” الى ان حزب الله وهو المعنيُّ الاول بالضغوط الاميركية المتصاعدة، قد تعاطى بأعصاب باردة مع توتر وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو وطروحاته “الملتهبة”، بحيث إنّ أيّ رد فعل فوري أو انفعالي لم يصدر عن القيادة، بل إنّ الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قرر أن يأخذ كل وقته في حياكة الرد وأن يؤجّل موعده الى غد الثلثاء من خلال اطلالة تلفزيونية.
وقد عُلم، بحسب ما اشار الكاتب عماد مرمل، أنّ نصرالله سيشرح موقف “حزب الله” من مجريات زيارة بومبيو ومضامينها، وسيفنّد السياسة الاميركية حيال لبنان والمنطقة، وسيُبين انّ الارهاب الحقيقي يُمثله سلوك الولايات المتحدة التي تواطأت طويلاً مع الجماعات التكفيرية ودعمت ولا تزال الاحتلال الاسرائيلي بكل امتداداته العدوانية، وليس “حزب الله” الذي دافع عن لبنان في مواجهة الارهاب بوجهيه الاسرائيلي والتكفيري.
كذلك سيشيد نصرالله بمواقف المسؤولين اللبنانيين “الشُجاعة” حيال ضغوط بومبيو وتصدّيهم لحملته التحريضية على “الحزب” ولسعيه الى إحداث الفتنة، خصوصاً ما صدر في هذا الاتجاه عن كل من رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ووزير الخارجية، مع التنوية ايضاً بسلوك رئيس الحكومة سعد الحريري الحريص على الاستقرار الداخلي.
كما سيؤكد نصرالله انّ بومبيو غادر بيروت خالي الوفاض بعدما اصطدم بالثوابت اللبنانية في ما يتعلق برفض التحريض على المقاومة، وبعدم التنازل عن الحدود البحرية والحقوق الوطنية في النفط والغاز، وبالإصرار على ضرورة العودة الآمنة للنازحين السوريين الى وطنهم خلافاً للطرح الاميركي المتمسّك بالعودة الطوعية التي تعني عملياً إبقاءَ هؤلاء النازحين حيث هم حتى إشعار آخر.
وفي انتظار خطاب نصرالله، يعتبر القريبون من “الحزب”، بحسب ما اشار الكاتب، انّ صراخ بومبيو في بيروت ليس سوى محاولة للتعويض عن العجز الاميركي في الساحة اللبنانية التي لم تعد واشنطن قادرة على العبث بها أو تطويعها، لافتين الى انّ الوظيفة الاساسية لمهمة بومبيو هي تقديم خدمة انتخابية لبنيامين نتنياهو عبر التماهي مع الاجندة الاسرائيلية والسعي الى تسويقها في لبنان.
اما العقوبات الاميركية على “حزب الله”، فهي تسلك مجراها وفق روزنامة واشنطن وحساباتها، وبالتالي زيارة بومبيو لا يمكن ان تقدم او تؤخر فيها، على ما يؤكد القريبون من “الحزب”.