النبطية – علي داود
تصوير : مصطفى الحمود – حسان الحموي
رعى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم حفل تدشين المبنى الجديد لدائرة ومركز أمن عام النبطية الاقليميين والذي أنجز بناءه مجلس الجنوب بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد ، واعضاء كتلة التنمية والتحرير النواب هاني قبيسي ، قاسم هاشم وياسين جابر ، محافظ النبطية القاضي محمود المولى ، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان ، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد جميل سيقلي ، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد غسان شمس الدين ، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا العميد نواف الحسن ، رئيس جهاز أمن السفارات في بيروت العميد وليد جوهر ، رئيس شعبة الاستقصاء في جهاز أمن المطار العميد علي نور الدين ، رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة ، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد علي اسماعيل ،، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان ، راعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج ، مطران صيدا وصور ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري ، مفتي مرجعيون الجعفري الشيخ عبد الحسين عبدالله ، رئيس مجلس الادارة المدير العام لمستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي الدكتور حسن وزني ، ممثل الهلال الاحمر الايراني في لبنان مدير مستشفى راغب حرب في تول الدكتور جواد فلاح ، رئيس المنطقة التربوية في النبطية أكرم ابو شقرا ، رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحاذة ، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه ، منفذ عام النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور وسام قانصو ، وفد من قيادة حركة أمل في اقليم الجنوب برئاسة علي صفاوي ، وفد من حزب الله في المنطقة الثانية ، رئيسة ثانوية الراهبات الانطونيات في النبطية الام لوسي عاقلة ، وضباط الامن العام في النبطية يتقدمهم رئيس دائرة الجنوب الثانية الرائد علي حلاوي والجنوب يتقدمهم رئيس شعبة الاستقصاء والمعلومات العقيد علي حطيط وقيادات امنية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية ودينية وفاعليات .
افتتاحا النشيدين الوطني اللبناني ونشيد الامن العام وترحيب من النقيب الياس أرناؤوط والقى عضو بلدية النبطية الحاج صادق عيسى كلمة فقال ليست المرة الأولى التي تبرز فيها مدينة النبطية ومحيطها، ضمن أولويات مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فهو لم ينفكْ، من بعيد أو قريب، يولي المدينة وأهلها كلّ الاهتمام لمعرفته بالدور الحيوي والإداري و الخدماتي للنبطية و كذلك لحبٍ يتجذر في عقله وقلبه ووجدانه لهذه المنطقة.
كذلك ليست المرة الأولى التي تندفع فيها بلدية النبطية، بكل جهدٍ وإصرارٍ ومتابعةٍ وتنسيق، لتقديم كل رعاية وفعل و وسيلة، من أجل أن توفر لمواطنيها وأهلها كل التسهيلات في أمورهم الإدارية والاقتصادية والخدماتية والرعائية، و في مقدمة أولوياتها مساعدة إدارات الدولة على الحضور الفاعل في المدينة ومنطقتها، ويشمل ذلك العديد و العدة و الأمكنة، والأمثلة على ذلك كثيرة وعلى مختلف الصعد: منها الصحي والاستشفائي والتربوي والتعليم المهني والجامعي، و في مختلف الإدارات، وليس آخرها الإنجاز الذي نحتفل به اليوم : “مركز مستقل يليق بالأمن العام” الذي ما فتئ يقدّم لأهلنا إن على مستوى الوطن، أو على مستوى الجنوب، وتحديداً النبطية، كل الرعاية والاهتمام والسهر على أمنهم وحمايتهم وتسهيل معاملاتهم المختلفة.
ويُشهد لمركز الأمن العام في النبطية، أنه بقي إلى جانب أهل المدينة في اصعب الظروف ، وتجلّى ذلك أثناء تعرض المدينة للقصف وللاعتداءات الصهيونية ، ولم يقفل هذا المركز بابه أبداً،
لذلك ليس كثيراً على مركز النبطية، أن يكون له بناء حديث تتوافر فيه مختلف الإدارات والشُعب، فيمكّن ضبّاطه وعناصره وإدارييه وموظفيه، من تأدية واجبهم على أكمل وجه .
ونحن اليوم اذ نفتتح هذا المركز إنما نفتتح باباً واسعاً لخدمة الناس ورعايتهم الأمنية والاجتماعية والإدارية ، وهذا ليس بجديدٍ عليكم…
هنيئاً لنا في النبطية هذا المركز المتطور، ومن رعاه من الفكرة الى حجر الأساس وإلى إتمام البناء النّهائي – عنيت بذلك سعادة اللواء عباس ابراهيم ، كما نهنئ أنفسنا باستمرار بهذه الثلة من الضباط والعناصر.
وألف شكر وتحية إلى كلّ من ساهم وساعد في هذا الانجاز اي مجلس الجنوب بشخص رئيسه الدكتور قبلان قبلان، وكل أبناء المحيط الذين قابلوا رعاية اللواء وجهود الامن العام بحرصٍ ووفاءٍ أكبر وعلى رأس هؤلاء الغيارى السيد وليد ابراهيم حمادة .، وكانت قصيدة زجلية لعضو نقابة شعراء الزجل في لبنان الشاعر شريف فحص
والقى رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان كلمة قال فيها ان افتتاح مبنى جديد للامن العام في النبطية ، وهذه الخطوة الجديدة التي تضاف الى سجل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى ، التي مع مدسرها سعادة اللواء عباس ابراهيم تجاوزت حواجز الطوائف والمذاهب والملل لتصبح مؤسسة على مستوى الوطن ، مؤسسة جامعة لكل ابناء هذا الوطن ، لكل فئاته وطوائفه ، نعم هذه المؤسسة الوطنية وبكل امتياز التي هي واجهة هذا البلد للقادمين اليه ، وهي صمام امان لامنه واستقراره مع شقيقاتها المؤسسات الامنية الاخرى ، هذه المؤسسة وعلى رأسها رجل وطني بامتياز ، ليس موظفا بمعنى الوظيفة ، انما هو خادم لابناء هذا الوطن على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وانتمائهم .
وبارك قبلان للنبطية ، هذه المدينة الصابرة الصامدة ، مبروك هذا المركز الجديد الذي يضاف الى سلسلة المؤسسات التي تنشأ او التي أنشئت فيما مضى في هذه المدينة التي قدمت لهذا الوطن نخبة من ابنائها ، قدمت دما وصمودا ومقاومة ومواجهة وتضحية ، يضاف هذا المركز الذي تشرفنا بانجازه لاشهر قليلة ، وبوقت قياسي ليكون بخدمة اهلنا وابنائنا في هذه المحافظة ، يضاف هذا المركز الى سلسلة المراكز التي سبق وبنيت في النبطية ، الى ثانويتها التي خلال اسابيع ستصبح الثانوية الاكبر في لبنان بعد افتتاح القسم الجديد ، الى السراي التي بدأنا باستكمالها ، ونأمل اننا خلال وقت قصير ان ننجز هذه السراي كي تكون السراي الاكبر على مستوى الجمهورية اللبنانية ،يضاف ذلك الى ما انجز سابقا ، من مسلخ النبطية ، والى مدارسها والمياه والكهرباء والى كل ما قُدم لهذه المدينة
وقال قبلان ان ما جرى تقديمه لهذه المدينة هو عربون وفاء وتقدير للنبطية وللجنوب ، هذا الجنوب الذي ليس عيبا ان نتعصب اليه ، لو كان الشمال او البقاع او الجبل مكان الجنوب لتعصبنا اكثر ، هذا الجنوب الذي جبلت ارضه بدماء الشهداء ، وجبل ترابه بعرق الفلاحين يوم كان الاحتلال يعبث بهذه الارض ، ويوم كان الاحتلال جاثما على تلال وربى هذا الجنوب ، كان الجنوب بكل طوائفه ومذاهبه مسلمين ومسيحين من كل الطوائف والمذاهب ، كان في المقدمة يدفع الدماء ويسطر ملاحم البطولة والنصر وصنع هذا الجنوب لهذا الوطن العزة والكرامة والمجد والسؤدد ، لانه انتصر على عدو قيل لنا سابقا انه لا يقهر ، والجنوب اخرج المحتل من هذه الارض ، لم تستطع جيوش اشقائنا المؤللة والمؤلفة ان تدحر جنديا واحدا عن تلك الارض الا باتفاقيات ومعاهدات ، هذا هو الجنوب الذي هو واجهة الوطن والذي هو عنوان هذا الوطن ، هذا الجنوب تليق فيه مؤسسات وطنية كمؤسسة الامن العام، وهذا الجنوب لنا الشرف جميعا ان نكون في خدمة ابنائه وشعبه في كل قرية من قراه وبلداته ، ونحن دائما عندما نتحدث عن مجلس الجنوب وعن الجنوب ، كأنني أتحدث عن جزين ، كما أتحدث عن صيدا ، كما اتحدث عن شبعا وحاصبيا وعن جب جنين وعن مشغرة والمنارة وعن كل قرية من قرى الجنوب وبلداته ، لا يستطيع ابن قرية جنوبية ان يقول اننا لم ندخل الى قريته لاعتبار سياسي او طائفي او مذهبي ، لاننا ابناء مدرسة امنت بالوحدة الوطنية ، امنت بالتعايش بين الطوائف والمذهب ، هذه المدرسة بالوحدة التي أنشأها الامام القائد السيد موسى الصدر ورعاها الرئيس نبيه بري هذه المدرسة هي المدرسة التي ننتمي اليها والتي تدافع عن وحدة هذا الوطن وعن العيش المشترك وعن القيم في كل مجال من مجالات العمل في هذا الوطن .
وتابع قبلان اننا في مجلس الجنوب وفي طيلة ربع قرن من الزمن صرفنا في هذه الارض مبلغ يعتقد البعض انه مليارات الدولارات ، لم نتجاوز عتبة المليار دولار في عملنا في الجنوب ، وهو واحد بالمئة من العجز من الدين العام وهو عجز سنة واحدة لمؤسسة من مؤسسات الدولة ، هذا المبلغ صرف على مئات المدارس ، نحن بنينا مئات المدارس ، وعشرات المستوصفا ت والمستشفيات ومئات شبكات المياه والكهرباء والطرقات والملاعب والمسالخ وجدران الدعم والمراكز الثقافية ، لم يبق باب من ابواب التنمية لم نلجه في هذه الارض وهذا ليس منة من احد ، فكل مليارات الكون لا تساوي نقطة دم واحدة سقطت فوق هذه الارض وصنعت نصرا وانتصارا ومقاومة وتحريرا وعزة وكرامة
ثم كانت كلمة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم قال فيها: ها نحن مجدداً مع واسطة عقد الجنوب “النبطية” حيث البداية، بداية الحفاظ على العيش المشترك الواحد في سني الحرب البغيضة، بداية ثورة الحصّادين ومزارعي التبغ ضد الاقطاع، وبداية المقاومة المدنية ومن ثم العسكرية في وجه الاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل بوقاحة انتهاك سيادتنا البرية والبحرية والجوية معتدياً على ثرواتنا المائية والنفطية.
ها نحن مُجدداً في النبطية، لؤلؤة جبل عامل ونبضها الذي لا يتوقف عن ضخ الحياة والفرح، لأؤكد انه من دواعي اعتزازي، أن أقف بينكم ومعكم في احتفال تدشين المبنى الجديد لدائرة ومركز أمن عام النبطية الإقليميَيْن كحق للمدينة وليس منةً عليها. اضافة الى تخصيص مركز لرعاية معاملات النازحين السوريين، وتنظيم شؤونهم لجهة مساعدتهم في العودة الى ديارهم. فقد سجلت هذه المنطقة ولا تزال، كسائر المناطق اللبنانية، عددا كبيرا من اسماء النازحين السوريين الذين قرروا العودة طوعا الى بلادهم. وانطلاقا من تكليفي من قبل السلطة السياسية – وعلى رأسها فخامة الرئيس العماد ميشال عون – لهذه المهمة، فإن المديرية العامة للأمن العام مستمرة في تنظيم وتسهيل هذه العودة بالتنسيق مع السلطات السورية، بما يضمن سلامتهم والعودة الآمنة لهم، مع تأمين هذه السلطات جميع الاحتياجات اللوجستية لهذه العملية تخفيفا لمعاناتهم.
ان الانماء المتوازن هو حرب ضد الفقر والحرمان، ويقع في متن بناء الدولة الواحدة الغنية بتعدديتها الروحية والثقافية. وهو ايضا حربٌ ضد لغة التقوقع التي تقوم على شحن النفوس التي خبرنا جميعاً عنفها وخرابها وآلامها. وستبقى هويتنا اللبنانية ومشتركاتنا الإنسانية أكبر وأوسع، وقادرة على تعزيز المناعة الوطنية.
واحتفالنا اليوم، كما سبقه ومثله الكثير في سائر المناطق، يأتي تطبيقاً لخطط التطوير على طريق بناء مؤسسات الدولة القوية والعادلة التي تقف الى جانب مواطنيها واهلها.
ايها الحفل الكريم
ان الأمن العام سقفه السلطة الدستورية والسياسية، وهو على عهدكم به في القيام بواجباته الإدارية والأمنية انفاذاً لخططه التحديثية وبرامجه المستقبلية على المديين القريب والمتوسط وعلى كل المستويات. وكما كان دوما حاضرا في الحرب على الارهاب وكاشفا خطط العدو الاسرائيلي وملاحقة جواسيسه ليبقى لبنان مستقرا ويعيش شعبه بأمان وسلام، سيبقى عسكريو الامن العام، كما عهدتموهم، متأهبين لمواجهة المخاطر والتهديدات مهما عظُمَت. وكما افتتح عشرات المقرات في مختلف المناطق، فإنه سيواصل عمله، بالوتيرة نفسها، وبما يليق بلبنان وشعبه.
لقد استطاع الأمن العام أن يحقق معدلات نمو تتحدث عن ذاتها في جهات الوطن الأربع، واستطاع على الدوام أن يعدّل أولوياته وفقا للسياسات التشريعية والحكومية، وطبقا للحاجات الادارية والخدماتية والمهمات الأمنية، وستبقى المديرية العامة للأمن العام على تنافس مع ذاتها من اجل تحقيق أعلى معايير الجودة في مفهوم الادارة المتكاملة وديمومتها واعتماد الشفافية في الادارة، والحزم في مكافحة الفساد بكل اوجهه، واحترام شرعة حقوق الانسان والحفاظ على القيم الاخلاقية تحت سقف القوانين النافذة، وبذل كل ما يمكن من جهد لتعزيز دور الامن العام امام اللبنانيين في الداخل والخارج، ومن خلالهم رفع صورة لبنان الحضارية ويحتل مكانته التي يستحق ضمن منظومة المجتمع الدولي .
ايها الحضور الكريم
قبل ان انهي كلامي، لا بد من توجيه كلمة شكر وامتنان الى كل يد بيضاء قدّمت العون المادي والمعنوي، والى كل شخص او مؤسسة ساهموا في انجاز هذا المقر المتميز هندسيا، والمتطور ادارة وعملا، ليكون ضباطه ومفتشوه ومأموروه جاهزين لاستقبال معاملات اللبنانيين والمقيمين، وانجازها بكل تفان، معتصمين بصمت العقلاء والعصاميين، بعيداً من الثرثرة التي يكثر البعض منها، للأسف، للتعويضِ عن قلّةِ انتاجيتهم ساعة وَجَب عليهم العمل ومضاعفته. وسيشكلُ هذا المقر مصدر امان لأبناء هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا، كما هي حال كل دوائر الامن العام ومراكزه على مساحة الجغرافيا اللبنانية.
بعد ذلك ازاح ابراهيم والنواب رعد وقبيسي وجابر وهاشم الستارة عن لوحة تؤرخ للمناسبة، ثم قصوا الشريط التقليدي لافتتاح المركز وجالوا والحضور في اقسامه
ثم اقيمت مأدبة تكريمية في مطعم توتانغو –النبطية