الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - هدر المال العام يشعل السجال بين المستقبل وحزب الله.. والحريري عند بري لحصر التداعيات

هدر المال العام يشعل السجال بين المستقبل وحزب الله.. والحريري عند بري لحصر التداعيات

لم تعد المستندات التي قدمها النائب حسن فضل الله في المجلس النيابي، والتي تحدث فيها عن مجموعة مخالفات مالية وسرقات في الدولة اللبنانية، مجرد خبر عادي، بل اصبحت إخبارا واضحا امام القضاء وبالتحديد امام النيابة العامة المالية التي باتت ملزمة نتيجة الإخبار من قبل نائب في البرلمان اللبناني ان تحقق في الموضوع.

وفي المستندات التي قدمها النائب حسن فضل الله للنائب العام المالي القاضي الرئيس علي ابراهيم توجد فواتير ومصاريف موقّعة لم تصرف لصالح الدولة اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006. وقد اصبح الامر امام القضاء وبالتالي امام النائب العام المالي ومنها الى المدعي العام التمييزي الرئيس سمير حمود الذي يرأس النيابات العامة كلها.

تيار المستقبل يتحرّك
هذه الخطوة دفعت تيار المستقبل الى الردّ السريع، ففيما الرئيس سعد الحريري يفض ذلك، شنّ الرئيس فؤاد السنيورة هجوما عنيفا على حزب الله عبر بيانه الاعلامي عن مكتبه، على ان يعقد مؤتمراً صحافياً يوم الجمعة المقبلة، وصفته اوساطه عبر “الديار” بانه سيكون مؤتمراً صحافياً نارياً وبالتحديد ضد حزب الله، وهذا يشكل اصطداماً بين تيار المستقبل وحزب الله، وهما يشتركان، سواء في رئاسة الحكومة، ام عبر 3 وزراء، كمان أن الرئيس السنيورة وسيؤكد ان مبلغ الـ11 مليار دولار صرف على حاجات الدولة بموجب القونين.

الحريري عند بري
هذا الاشتباك بعد تقديم النائب حسن فضل الله في مؤتمر صحافي بيانا عن الفساد وهدر الاموال وانه سيقدم المستندات والوثائق الى النيابة العامة المالية وقد قدمها الى الرئيس القاضي علي ابراهيم، وهي عمليا ضد الرئيس فؤاد السنيورة عضو تكتل تيار المستقبل وأحد القادة فيه. مما استدعى قيام رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري بزيارة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري ليل امس طالبا منه معالجة الموضوع لتمتين الوضع الحكومي، وكي لا ينفجر الوضع داخل الحكومة لانه لا يقبل باستدعاء الرئيس فؤاد السنيورة الى اي تحقيق لدى الرئيس القاضي علي ابراهيم النائب العام المالي، وان رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود حاول في الماضي محاكمة الرئيس فؤاد السنيورة بتهمة محرقة برج حمود وكاد الامر يفجّر خلافا كبيرا وقام يومها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالاجتماع مع العماد الراحل حكمت الشهابي ويومها كان نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام لعدم محاكمة الرئيس فؤاد السنيورة كما اراد الرئيس السابق العماد اميل لحود.

اما اليوم فالرئيس سعد الحريري يعتبر ان توجيه حزب الله عبر النائب حسن فضل الله اتهام الى الرئيس فؤاد السنيورة بهدر اموال وتهمة الفساد وامكانية التحقيق معه من قبل النيابة العامة المالية سيفجّر وضع الحكومة وتمنى على الرئيس نبيه بري التدخل لتمتين الوضع الحكومي، مع العلم ان رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون كان أول من تحدث عن الابراء المستحيل وتابع الملف عضو التيار الوطني الحر النائب ابراهيم كنعان رئيس لجنة المال في المجلس النيابي وتوصل الى ان الابراء مستحيل بالنسبة لمبلغ 11 مليار دولار الذي صرفه الرئيس فؤاد السنيورة.

وعلمت “الأخبار” أن الحريري فاجأ بري أمس بحضوره إلى عين التينة من دون موعد مسبَق في فترة “التمشاية” المسائية. واجتمع الرئيسان وحدهما مدة ربع ساعة، قبل أن يغادر الحريري. ووصفت مصادر “الأخبار” الجلسة بـ”الإيجابية جداً”، إلّا أن بري لم يشارك زواره أسباب الزيارة وتفاصيل ما دار فيها.

حزب الله يوضح
وتؤكد المعلومات لـ”الديار” ان إثارة ملفات المحاسبة والفساد وانتهاك القوانين والتي اعلن عنها السيد حسن نصرالله ليست شعارات او تصريحات اعلامية وحبراً على ورق بل هي نهج يسير عليه الحزب ومستمر في حملة مكافحة الفساد والفاسدين وهي تشمل كل مرتكب وكل فاسد ولو كان من داخل حزب الله رغم ان لا فاسدين في الحزب لان نظام المحاسبة والرقابة «شغال» 24 على 24 ساعة. وبالتالي تشير المعلومات الى ان ملف الـ11 مليار دولار ليس موجهاً لا ضد الرئيس فؤاد السنيورة وليس ضد المستقبل او الرئيس سعد الحريري وعلى العكس يجب على كل المسؤولين ان يحذو حذو حزب الله وان يضعوا كل ملفاتهم في عهدة القضاء والاعلام والرأي العام ولتكن المحاسبة والمساءلة والمحاكمة شفافة وامام الرأي العام وفي القضاء وعندها يثبت من هو المرتكب من البريء. فلماذا شن الحملات الاستباقية والتهويلية والتخوينية والتحليل المسبق؟

المصدر : لبنان 24