الرئيسية - أخبار محلية و دولية - فقيدان للجيش على طرق لبنان… خليل وباسم أدميا برحيلهما قلوب من عرفهما

فقيدان للجيش على طرق لبنان… خليل وباسم أدميا برحيلهما قلوب من عرفهما

عسكريان في الجيش اللبناني لفظا آخر أنفاسهما على طرق لبنان بحادثي سير منفصلين. فبعدما فجعت بلدة بيت ليف الجنوبية بخبر وفاة ابنها خليل حمود، يوم الأحد الماضي، على طريق ضهر العين – الكوره مفرق الهيكلية، حلّت الكارثة في اليوم التالي على بلدة برجا التي خسرت ابنها المؤهل باسم الخطيب في حادث سير وقع في أغميد، قضاء عاليه.

صور الوداع

شبح الموت على طرق لبنان يستمر في شراسته، من دون رحمة انقضّ على خليل، الشاب الطموح ابن الاثني والعشرين ربيعاً الذي، كما قال مختار بلدته محمد اسماعيل لـ”النهار”: “انضمّ إلى صفوف الجيش اللبناني قبل ستة أشهر، أنهى فترة تدريبه قبل ثمانية أيام، وفُصل للخدمة في الشمال”، شارحاً: “يوم الاحد الماضي كان في خدمته، علم أن شقيقه وشقيقته في المنطقة، أخذ إجازة لساعتين، وتوجّه مع زميله لرؤيتهما، التقط معهما صوراً، كانت الساعة التاسعة إلا عشر دقائق ليلاً، قبل أن يعود أدراجه إلى الثكنة ويقع ما لم يكن في الحسبان، حيث اصطدمت السيارة التي يستقلها بسيارة على طريق ضهر العين، الضربة أصابت رأسه وتسبّبت بوفاته، في حين أصيب رفيقه بجروح بالغة”.

خسارة مزدوجة

أصدقاء خليل نعوه في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثّرة، منها “كما ترتدي الأشجار فصولها… يرتدي الحزن ضيعتي بيت ليف بمقاس قلبها…. الحزن يخيم علينا بفراق عزيز وغالٍ على قلوبنا… برحيلك يا خليل أدميت قلوب كل من أحبّك”، و”إلى جنان الخلد يا غالي”. وما إن ووري في الثرى بعد تشييعه من قبل قيادة الجيش اللبناني وأهالي بلدته، حتى خسر الجيش اللبناني المؤهل باسم الخطيب، قبل أيام من إحالته إلى التقاعد.

الرحلة الأخيرة

“في الأمس قصد باسم، الرجل الأربعيني والوالد لأربعة أبناء، مع صديقه، بلدة أغميد لشراء حاجيات، وما إن انتهى وعادا أدراجهما حتى وقع حادث سير بين عدة مركبات”، بحسب ما قاله قريبه وحيد سراج لـ”النهار”، مضيفاً: “كان باسم يقود مركبته من نوع رابيد، اصطدم بسيارة قبل أن يصطدم بشجرة. الضربة كانت قاضية، نقل إلى مستشفى حمانا ومنها إلى المستشفى المركزي، وقد فتح الجيش اللبناني تحقيقاً بالحادث”، لافتاً إلى أنّ “الأب الحنون اعتاد أن يقصد تلك المنطقة لشراء طعام للأغنام التي يرعاها في أرضه، لكن للأسف هذه المرة لم يتمكن من العودة إلى منزله، خسرناه إلى الأبد، قريباً وصديقاً عزيزاً”.

الحزن يخيم على بلدة برجا التي ارتدت ثوب الحداد، وأشار وحيد “اليوم ووري في الثرى، زففناه إلى مثواه الأخير، نعم سيرقد بعيداً عنا للأبد، لكن ذكراه الطيبة سترافقنا ما بقيت الروح في جسدنا”.