يستعدّ مانشستر يونايتد لاستقبال ليفربول في موقعة نارية مرتقبة يحتضنها ملعب الـ”أولد ترافورد” بعد الأحد ضمن المرحلة 27 من الدوري الإنكليزي الممتاز.
منذ عام 1990 لم يذق ليفربول طعم لقب الدوري الإنكليزي، فتجمّد عداده القياسي عند الرقم 18.
تجاوزه غريمه مانشستر يونايتد بنيل 13 لقبا في تلك الحقبة مع مدربه الأسطوري فيرغوسون و”أولاده” ديفيد بيكهام وراين غيغز والأخوين فيل وغاري نيفيل…
أصبح مانشستر يونايتد العلامة الفارقة في ساحة الـ”بريميير ليغ” وحامل الرقم القياسي بعشرين لقبا تمتد بين 1908 و2013، لكن ليفربول الذي يأمل تخطيه الأحد للانفراد في صدارة الدوري يعيش موسما مختلفا يقدم فيه أفضل مستوياته.
بعد اعتزال فيرغوسون وتخبط يونايتد فنيا، المستمر حتى الموسم الحالي مع إقالة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، خلت الساحة لتشيلسي ومانشستر سيتي، فيما أصبح ليفربول مع نجمه المصري محمد صلاح أبرز المرشحين لخطف اللقب المرموق في 2019.
لكن مباراة الأحد تسرق الانظار، بعد نهوض يونايتد من كبوته فور تعيين لاعبه السابق النروجي أولي غونار سولسكاير، وصحوة إيجابية في النتائج وضعته في المركز الرابع بثمانية انتصارات في آخر تسع مباريات، بفضل فورة الفرنسي بول بوغبا ورفاقه.
حقّق ليفربول فوزا صريحا على يونايتد في مباراة الذهاب في أنفيلد 3-1 كانت الأخيرة لمورينيو، لكن مواجهة الأحد ستكون مختلفة بحسب لاعب وسطه جورجينيو فينالدوم.
قال الهولندي بعد تعادل “الحمر” مع بايرن ميونيخ الألماني سلبا الثلاثاء في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا “أعتقد أنه سيحصل تغيير كبير (عن مواجهة كانون الأول/ديسمبر الماضي). بعد قدوم المدرب هناك نسق جديد، خاضوا مباريات جيدة فازوا في الكثير منها، ما منح الفريق الثقة”.
وتابع “هي مباراة على أرضهم لذا ستظهر ثقة غابت عنهم في السابق”.
ولا شكّ بأن مواجهة أولد ترافورد ستكون بالغة الأهمية لليفربول، خصوصا أمام فرق الطليعة. على سبيل المثال في هذا الموسم، تعادل مع مانشستر سيتي وتشيلسي وأرسنال، وفاز على يونايتد وتوتنهام وأرسنال (إيابا) ثم خسر ضد مانشستر سيتي كانت الوحيدة له هذا الموسم. أهدر نقاطا أبقته على مسافة واحدة مع حامل اللقب سيتي وحتى توتنهام الطامح للاقتراب منهما.
وسيكون متاحا لليفربول استعادة الصدارة بفارق 3 نقاط عن سيتي الذي يغيب عن المرحلة السابعة والعشرين بعدما خاض مباراة مقدمة عنها في 6 شباط/فبراير حيث فاز على ايفرتون 2-صفر، وذلك لارتباطه في نهائي كأس الرابطة الأحد ضد تشيلسي. ويملك ليفربول مع “برجه” الهولندي فيرجيل فان دايك أفضل دفاع في الدوري إذ اهتزت شباكه 15 مرة فقط في 26 مباراة.
في المقابل، يتحيّن توتنهام أي زلة من ليفربول ليقلص الفارق مع ثنائي الصدارة إلى نقطتين بحال فوزه على مضيفه بيرنلي الخامس عشر السبت.
ويدرك ليفربول تماما أن الفوز في “مسرح الأحلام”، حيث عاد منتصرا فقط مرتين منذ 2004، سيعبر عن نواياه الصريحة باحراز لقبه المنتظر منذ 1990.
في المقابل، ينوي سولسكاير الذي يبتعد فريقه بفارق شاسع عن ليفربول (14 نقطة)، الحفاظ على مركز رابع يؤهله لخوض مسابقة دوري أبطال أوروبا، للإبقاء أيضا على آماله في نيل وظيفة ثابتة مع “الشياطين الحمر”.
ويرى مدافع الفريق لوك شو أن المدرب صاحب الوجه الطفولي بمقدوره قلب التوقعات “تعلمون، أولي يقوم بذلك في الوقت المناسب (إظهار الوجه الآخر). يعرف تماما نوعيتنا، وإذا لم نكن على قدر التوقعات سيقوم بإبلاغنا”.
وتابع “هو المدرب ويعرف ماذا يفعل، أحيانا نحتاج إلى دفعة من الخلف إذا استرخينا قليلا”.
الوحش كاين
وفي ظلّ التركيز على ثنائية الصدارة بين مانشستر سيتي وليفربول، خطف توتنهام أربعة انتصارات متتالية عززت مركزه الثالث مضيقا الخناق على المتصدرين. وتنفس فريق شمال لندن الصعداء بعد إبلال هدافه الدولي هاري كاين من الإصابة.
وقال مدرّبه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الباحث عن منح توتنهام لقبه الأول منذ 1961 “تعافى بشكل جيد جدا وربما يكون جاهزا لبيرنلي”.
وتابع “هاري وحش ويريد أن يجهز في أسرع وقت. كان رائعا في الأيام العشرة الماضية واستعادته تشكل دفعا كبيرا للجميع”.
وسيصبح روي هودجسون أكبر مدرب في تاريخ الدوري عندما يحل كريستال بالاس على ليستر سيتي.
وسيحطّم مدرب المنتخب وليفربول السابق رقم الراحل بوبي روبسون في العصر الحديث من الـ”بريمييرليغ” والصامد منذ مباراته الأخيرة مع نيوكاسل في آب/أغسطس 2004.
وسيبلغ هودجسون 71 عاما و199 يوما يوم السبت. ويعد الثنائي بين أربعة مدربين قادوا أندية في السبعينيات من عمرهم، مع السير أليكس فيرغسون ومدبر كارديف نيل وارنوك.
المصدر: وكالات