نقلت صحيفة “الجمهورية” عن “مطّلعين على موقف رئيس الجمهورية ميشال عون” قولهم إنّه أكد، خلال لقائه الموفد الملكي السعودي نزار العلولا، أنّ لدى لبنان مليون ونصف مليون نازح سوري “يخنقونه ويحمّلون اقتصاده أكثر من طاقته”، وأنّ “لبنان يريد إعادة هؤلاء النازحين الى بلادهم، ولكن هذا لن يتم إلّا بالانفتاح على الرئيس السوري بشار الأسد”.
وتابعت الصّحيفة مشيرة الى أنّه “إذا اقتضى هذا الإنفتاح من الرئيس عون أن يزور نظيره السوري (بشّار الأسد)، فلن يتردّد في القيام بهذه الزيارة شخصيًّا، أو يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل”.
وشدّد عون بحسب الصحيفة على ضرورة حصول تعاون كبير مع لبنان ودعم الحريري والحكومة في معالجة أزمة النازحين “لأننا نخشى في المرحلة المقبلة ان يعود الارهاب ويتغلغل في هذه البيئة”.
ويلفت البعض، وفقًا لـ”الجمهورية”، الى أنّ “الحريري يتعاطى مع ملف النازحين من خلال المبادرة الروسية، ولكنّ زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب لدمشق قبَيل انعقاد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة النيابية، والموقف الذي أعلنه وزير الدفاع الياس بو صعب على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ المؤيّد للنظام السوري في مواجهة تركيا، شَكّلا رسالة مزدوجة مبكرة حول ما ينبغي ان يكون عليه التعاطي الرسمي واللبناني عموماً مع ملف النازحين في ظل الحكومة الجديدة، وكذلك في ضوء التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة السورية”.
وتابعت الصّحيفة: “فالموقف الذي عبّر عنه عون امام الوزراء بهذا المستوى من «الحسم والحزم» ورفعه جلسة مجلس الوزراء في ظل «الكلام الكبير» الذي نقل عنه حول قتاله ضد السوريين عام 1989 وعن انّ «القوات اللبنانية قَصفته فيما كان في طريقه الى مقر السفارة الفرنسية للجوء إليها نتيجة الهجوم السوري عليه، دَلّ، حسب وزراء، الى «انّ ملف النازحين السوريين لن يكون خاضعاً بعد الآن للاشتباك السياسي ولا للابتزاز السياسي، وانّ من رفعوا الصوت في مجلس الوزراء معارضين عودة النازحين تحت عنوان رفض «التطبيع» مع النظام السوري، «فوجئوا بأنهم متفرّدون في هذا الموقف»، بدليل صمت الحريري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وبَدا انّ رفع الصوت «لم يكن أكثر من تسجيل موقف»، على حد تعبير هؤلاء الوزراء الذين توقفوا عند زيارة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد الاخيرة للحريري لتهنئته بتأليف الحكومة، وأعتبروا انّ البيان الذي أذاعته بعدها مُتضمناً مواقف أميركية عالية النبرة والقسوة ضد «حزب الله» وحلفائه، كان محاولة تَصدٍ للوضع المستجد في ملف النزوح والذي لواشنطن نظرة مختلفة إليه، ولكنّ الأميركي المنسحب من سوريا، في رأي هؤلاء الوزراء، قد لا يستطيع التغيير في الوقائع الكبيرة التي يشهدها موضوع النازحين، خصوصاً انّ أكثرية الشعب اللبناني، بكل تناقضاته السياسية والطائفية والمذهبية، مقتنعة بأنّ هؤلاء النازحين باتوا عبئاً كبيراً ضاغطاً على واقع لبنان.”