الرئيسية - أخبار محلية و دولية - بعد الصغيرة دلال، طرابلس تودع “مصطفى”… إبن الـ23 عاماً رحل بعد مشوار من الصبر والألم

بعد الصغيرة دلال، طرابلس تودع “مصطفى”… إبن الـ23 عاماً رحل بعد مشوار من الصبر والألم

لم تكد طرابلس تستفيق من صدمتها برحيل ابنتها الطّفلة دلال أبو لقمة إثر حادثٍ أليم في أستراليا منذ يومَيْن، إلا وكان الحزن يدقّ باب المدينة المكلومة بأبنائها من جديد، فقد استيقظت المدينة وأهلها، صباح اليوم الخميس، على فاجعة رحيل الشّاب مصطفى السيّد (23 عاماً) بعد معاناة استمرّت طويلاً مع ذاك المرض الخبيث، مرض السّرطان الذي أفقد “مصطفى” قدمه اليُسرى وخطف روحه اليوم وهو في عزّ شبابه بعد 4 أيام فقط من عيد ميلاده.

هو الشّاب “المحتسب”، “المؤمن” و”الصابر” بهذه الكلمات وصفه أصدقاؤه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الذين لم يصدّقوا الخبر حتّى اللحظة وأنّهم فقدوا ذلك الشاب المقاوم والصابر إلى الأبد.

وأعاد الناشطون تداول منشور سابق لمصطفى في تشرين الثاني 2018، يقول فيه: “أستودعك يا رب العالمين نفسي، فأنا لم أعد أملك إلا الدعاء، تعلم يا الله أني أوصل معظم الليالي في المستشفى، لكنّي على يقين أنه لا شفاء إلا من عندك أنت.. بأمرك أنت، اللهم إنّ الطبيب والدواء فقط وسيلة منك، أعلم أنّه لا حل إلا إذا أعطيتك أمرك للدواء أن يكون شافياً لعبدك … فرّج همي، وأزل عني كربتي، وقرّ عين والداي.. والداي اللذين يعانيان أكثر مما أعاني.. يا الله يا الله، أدعوك وأعلم أنك ستستجيب لي.. فلا تخيّب ظني، وفرحني بخبر شفائي التام .. إنك على ذلك قدير.. وبعبادك بصير”.

كان مصطفى بالنسبة لكلّ من عرفه درساً في الحياة، في عدم الإستسلام والإيمان العميق بالله، فكان دائماً ما يردّد أنّه يفوّض أمره لله الذي بيده كلّ شيء.

نال مصطفى ما أراده اليوم من الله بعدما فوّضه أمره تاركاً وراءه ذكرى أليمة بين والده كمال ووالدته سمر وشقيقه أسامة وشقيقتيه مريم وريم، إضافة إلى كلّ أفراد عائلته الكبرى وأصدقائه ومحبّيه.

ومنذ أيام نشر مصطفى عبر “فيسبوك” معاناته مع المرض وصعوبة الوصول إلى منزله على الرّغم من أنّه في الطابق الأوّل حيث استحدث ما يشبه “ونشاً” ليرفعه إلى منزله الأمر الذي تسبّب بإشكالٍ مع البلدية، وكتب في منشوره: “أنا شاب عشريني في بداية عمري، ضربني مرض السرطان بقدمي اليسرى، الأمر يلي وصلني بعد سنتين إني ضحي فيها… فاضطرينا إنو نطلع بفكرة ركب متل ونش خارجي يطلعني وينزلني، هو مخالف صحيح بس ما عاد في حل ..الخلاصة إنو مهندسين من البلدية صوروه ووقفولنا الشغل، وعم ظبطها لجيب موافقة من البلدية، بدي حدا يساعدني ويشرح وضعي ليلي وقّفلي الشغل إنو هيدا بس لحتّى اقدر اطلع وانزل عبيتي لأن وضعي ما عاد يسمح، وإنو بمجرد ما قدرت أنا اتنفس وما بعازة أوكسيجين انا بمضي على تعهد إنو ينشال، بالنهاية بدي ركب إجر اصطناعية بس يظبط وضعي وما مشكلتي إلا مع التنفّس.. هو منو مضايق حدا، بس لنكون بعاد عن المخالفة، ولكون واضح ليه عم نعمل هيك.. وأنا عندي موعد بالبلدية وبدي احكيلهم هل شي، ورجاء اذا حدا قرأ وضعي وقادر يساعدني من جوا ما يقصر، حالة انسانية، إلكن فيها الأجر، احكوا بأمري ووصلوا الفكرة للمعنيين”، ولاحقاً أعلن مصطفى أنّ رئيس البلدية اتّصل به وأعطى الإذن باستكمال العمل.

المصدر:لبنان 24