يعقد مجلس الوزراء أول جلسة له اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون، في جلسة تعتبر الاختبار الاول للتماسك والانسجام الحكومي، أقله على الصعيد الاقتصادي والمالي الذي يعد المنفذ لنجاح الحكومة او المقتل الذي يتربص بها اذا برزت عوامل الانقسام والتباين من المرحلة الاولى لاقلاعتها.
وأشارت الاوساط المتابعة لصحيفة “النهار” الى ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشكل واقعيا المنطلق نحو توحيد مفاهيم الوزراء حول مختلف الاولويات التي تعهدت الحكومة تنفيذها في البيان الوزاري بما يفترض ان يقلل الى حدود واسعة تعرض الحكومة على نحو مبكر لوابل الشكوك والانتقادات والاحكام المبكرة والمتسرعة. وأضافت ان الرئيس الحريري تعمد في الآونة الاخيرة وفي مناسبات متكررة أن يعيد التشديد على الاولويات الاكثر الحاحاً أمام الحكومة لا لترسيخها في اذهان اللبنانيين فحسب، وانما لرسم خط بياني واضح وثابت لمسيرة الحكومة سيكون برسم مكوناتها السياسية جميعا ويلزمها التصرف بهذه المسؤولية.
جلسة مفتوحة على أكثر من احتمال
وتترقب الأوساط السياسية كيف ستمر الجلسة الأولى للحكومة الجديدة اليوم، لا سيما في ضوء السجال السياسي الذي اندلع على خلفية زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى دمشق للتنسيق من أجل تفعيل عودة النازحين، وتصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب في واشنطن وميونيخ.
وفي تقدير مصادر سياسية لـ”اللواء” فان زيارة بوصعب للسراي، وكذلك زيارة الغريب لها لنفس الغرض، ساهمتا في احتواء الالتباس الذي رافق تصريحات بوصعب باعتبارها خرقاً لمبدأ النأي بالنفس، رغم أنها لم تلق اعتراضاً من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي يفترض ان يكون أميناً على التضامن العربي، والحال نفسه بالنسبة إلى زيارة الغريب إلى العاصمة السورية، والتي اعتبرتها أوساط السراي بأنها مجرّد زيارة خاصة وليست رسمية، وسبق لوزراء في الحكومة السابقة ان قاموا بمثيلاتها وأدرجت في الخانة ذاتها.
وبحسب ما توقعته مصادر وزارية فإن الجلسة ستكون مفتوحة على احتمالات عدّة لكن الاحتمال الأكبر ان يثير وزراء “القوات اللبنانية” والحزب الاشتراكي هذا الموضوع في النقاش السياسي والذي يسبق عادة الدخول في جدول الأعمال الفضفاض، وحينذاك قد يدرج في إطار الموقف المبدئي، حيث يحق لأي وزير ان يكون له رأي في ما يطرح، خصوصاً وأن الرئيسين ميشال عون والحريري متفاهمان على تجنيب الحكومة أي خضة داخلية، باعتبارها الفرصة الأخيرة للانقاذ، وهو ما عبر عنه الرئيس عون، أمس، عندما استغرب ما يثار حول حصول خلافات داخل الحكومة، حتى قبل اجتماعها، أو على الأقل اعطائها مهلة أيام قليلة، مشدداً على انها ستكون “حكومة ناجحة”.
أوضحت مصادر السراي الحكومي لـ”الديار” أن الحريري “نزع فتيل التوتر خلال لقائه مع الغريب، وحرصه على تجنيب الحكومة خضّات لا طائل منها في أولى جلساتها”، مشيرة الى أن “حلّ أزمة النازحين لا يكون الا من خلال المبادرة الروسية، التي تترجم الاتفاق مع المجتمع الدولي، وبما يوفّر ضمانات العودة الآمنة للنازحين الى مناطقهم وبيوتهم”.
وقالت أوساط وزارية بارزة لـ”النهار” انه على رغم كل ما أثير من لغط في الايام الاخيرة عن خرقين للتضامن الحكومي قبل الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، فان رئيس الوزراء سعد الحريري تصرف بحكمة عالية في احتواء هذه الضجة وعالج مسألتي الخرقين بما أعاد وضع الامور في نصابها مع الجهات المعنية والوزيرين المعنيين بعيداً من الضجيج الاعلامي العلني.
وأعلنت مصادر السراي لـ”الديار” أن رئيس الحكومة “يقدّم أولوية العمل والإنجازات على المناكفات السياسية”. وأشارت الى أن “الحكومة التي تأخر تشكيلها تسعة أشهر تتطلّب تعاوناً وزارياً يغلّب المصلحة الوطنية الى أبعد مدى”. ولفتت الى أن “وضع البلد لا يحتمل صراعات في انطلاقة عمل الحكومة، لأن ذلك سيؤثر على ثقة المجتمعين العربي والدولي بها”. وهذا ما أيدته مصادر مطلعة على أجواء قصر بعبدا، حيث أفادت أن الرئيس عون “سيشدد على إبعاد البنود الخلافية عن طاولة مجلس الوزراء، ويطالب الحكومة بالانكباب على حلّ المشاكل العالقة، لأن الناس شبعت من السجالات وتنتظر الحلول”.
الكهرباء على طاولة مجلس الوزراء أيضاً
وكشفت مصادر وزارية لـ”اللواء” ان بند الكهرباء سيطرح بقوة على جدول أعمال الجلسة، وقد استبق ببحث معمّق بين رئيس الحكومة ووزيرة الطاقة ندى البستاني، من زاوية ان الأولوية هي لتلزيمات بناء معامل الكهرباء، بتمويل من البنك الدولي، ضمن خطط مؤتمر “سيدر”.
المصدر : لبنان 24