(الصورة تعبيرية)
لم يمرّ شهر على حادثة سرقة الخبز في طرابلس وتفاعل المجتمع اللبناني معها، حتى ظهرت صورة جديدة تعكس نسبة الفقر وتردي الوضع الاقتصادي في لبنان الى أدني مستوياته.
اليأس لدى بعض أرباب العائلات وصل به الى حدّ الانتحار بأبشع الطرق.
جورج زريق، والد لطفلين، توفي بعد أن أضرم النار بنفسه في باحة مدرسة بكفتين في الكورة، إحتجاجا على عدم إعطائه إفادة مدرسية لنقل ابنته من المدرسة الخاصة التي تدرس فيها الى مدرسة اخرى.
رفض الإدارة منحه الورقة أتى نتيجة سوء وضع جورج المادي وتراكم القسط المدرسي المتوجب عليه.
“جميع الناس يمرون بأزمة مادية لكن وضع شقيقي مختلف”، بهذه الكلمات استهل شكري زريق، شقيق جورج، حديثه الى مندوب “صوت لبنان” حسام الحسن، حيث روى تفاصيل ما حصل مع أخيه.
وأوضح زريق ان “مدير المدرسة مارس استفزازات وضغوطات كبيرة على جورج عبر الهاتف، وأكد له مراراً أنه لن يمنحه الإفادة لنقل أولاده من المدرسة لأنه لم يدفع المبلغ المتوجب عليه”.
وتابع “أخي أكد للمدير أنه سيتوجه إلى المدرسة ويوقع ورقة تعهد يؤكد من خلالها أنه سيدفع المبلغ كاملاً لكن على دفعات إلا أن المدير لم يقبل”.
شكري أكد أن جورج “اتصل بالمدير وهدّده بأنه إن لم يحصل على الإفادة سوف يذهب إلى المدرسة ويحرق نفسه أمامها وبالرغم من ذلك لم يحصل على أي تجاوب من قبل المدير”.
هذا وشدد شكري على أن جورج كان يدفع في المدرسة أقساطا ومبالغ في كل مرة استطاع فيها ذلك وطالب الجهات المعنيّة بمحاسبة مدير المدرسة لأن انتحار شقيقه أتى نتيجة استفزازاته.
كما روى شكري كيف أنه “وفي وقت سابق، لم تقبل المدرسة إعطاء إبن أخيه ورقة الامتحان قبل أن يدفع والده مبلغاً من المال، وأرسلوه إلى المنزل يومها”.
ودان زريق تصرفات المدير بحق أخيه معتبراً أنها غير منطقية وعرضته لضغوطات كثيرة أدت إلى عدم قدرته على التحمل والانتحار.
وحذّر شكري من وجود أشخاص على مثال مدير المدرسة، “لأنه بسبب تصرفاتهم سيشهد المجتمع أحداث كتلك التي حصلت مع أخي خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي في البلاد”.
وختم شكري مؤكداً أنه سيرفع دعوى بحق المدير لمحاسبته على ما حصل.
المصدر: ليلى عقيقي- صوت لبنان