– رضا دياب
على اعتاب الايام الأولى من العام الحالي قرع الموت الأبواب في ارزي رحل غسان زرقط
أحد ابناء البلدة كتب على خبر وفاته تعليقاً بشر البلدة بالموت المقبل قائلاً بكلمات كلها حزن ” شو فتحت الجبانة مع بداية السنة مبين ”
رحل غسان زرقط الرجل الطيب تاركا في القلب غصة ودمعة حيث ذكرنا بجميع الراحلين في السنة الماضية
ومضى الشهر الأول حزينا وأتى شباط حاملا معه أسوأ الأخبار أحد ابناء البلدة في ابيدجان اتصل بنا بالخطأ فأخبرنا برحيل الحاج علي قانصو لم نصدق الخبر للوهلة الأولى فذلك أخوه يتمشى على الطريق ليلا لم نصدق هل هو لا يعلم أم ان الخبر غير صحيح احترنا كيف نخبره بهذه الفاجعة مضت ساعة من الزمن تأكدنا من الخبر رحل رجل طيب آخر هكذا كلمح البصر
وعلى مسافة أيام قليلة رن الهاتف واذا برسالة تخبرنا برحيل الحاجة فاطمة قانصو الام والجدة الحنونة هذا ما كنا نراه في كلمات احفادها وفي عيون أولادها اسلمت الروح ورحلت إلى باريها
في ذات الحي وعلى بعد أمتار قليلة تسكن “زينب قانصو ” الام الصابرة على أوجاعها كنا خلال هذين الشهرين كلما ارتفع صوت مكبرات الصوت في المسجد نقول في أنفسنا ” رحلت زينب ” تلك الامراة التي تقهر المرض بصبرها كانت قبل المرض لا تفارق البسمة شفتيها وبعد المرض أيضا لكنها بسمة حزينة هي لم تخبر أحدا بذلك لكننا كنا نرى ذلك في عيني زوجها ” ابا حسن ” ولكننا ايضا لم نخبره بأننا نعلم بالخوف الذي يعيشه كي لا نزيد همه هكذا كان أبناء البلدة يتعاملون معه بستقبلونه بالبسمة فيستقبلهم بتسليمه لقدر الله
قبل اسبوع أسرجت خيل الوداع دون أن تخبر أحد وكأنها أرادت أن تودع أبناء بلدتها فجمعتهم في منزلها وأحيت ذكرى الحسين(ع) بمجلس عزاء
واليوم صباحا ارتفعت مكبرات الصوت في المسجد ” انا لله وانا اليه راجعون ” رحلت ” ام حسن ” تاركة غصة للابد في قلب زوجها وأولادها و اهلها ومحبيها وجيرانها وأهالي البلدة وتركت أحفادها يلهون في حديقة منزلها ولكنها لن تحضنهم بعد اليوم
فإلى جنان الخلد رحمك الله وأسكنك الفسيح من جنانه