الرئيسية - أخبار إرزي والجوار - بعد سقوطه في الوادي.. النجارية الجنوبية تبكي عامل النظافة وخادم مسجدها المؤذن حمد مهدي: رحل الطيب الكادح شهيداً في سبيل لقمة العيش

بعد سقوطه في الوادي.. النجارية الجنوبية تبكي عامل النظافة وخادم مسجدها المؤذن حمد مهدي: رحل الطيب الكادح شهيداً في سبيل لقمة العيش

شاحبة سماء الوطن لا شيء غير المطر يفرحها، أما غير ذلك فكله يبكيها! تمرٌّ فوق قرى الجنوب وفي كل قرية مصاب أبكى أهلها، تنزح شمالاً فتستهل الدمعة الحديث، كل يومٍ يمر أقسى من ذي قبل.
لم يرفع حمد آذان الظهر اليوم… فاجعة هزّت بلدة النجارية الجنوبية، بوفاة إبنها الكادح حمد محمد مهدي، الرجل الستيني المحبوب، كما يعرّفونه أهل قريته… وبين زلة القدم والوادي هوى حمد عامل النظافة ولم يستطع مقاومة الجروح البالغة التي أصيب بها فتوفي بعد محاولات عديدة لإسعافه.
وفي التفاصيل التي حصل عليها موقع بنت جبيل أنّه وبينما كان حمد يفرغ حمولة النفايات في وادي المروانية زلت قدمه وسقط في الوادي حيث لم تفلح جميع المحاولات لإنقاذه.
وبحسب ما ورد لموقع بنت جبيل أنه ومنذ ثلاثة أيام تعرض حمد وشخصين آخرين لحادث سير حيث إنقلب بهم الـ”بيك آب” لكن العناية الإلهية أنقذتهم ولم يصب أي منهم بجروح، لكن المنية شاءت أن يرحل حمد اليوم بحادث مأساوي ومؤلم.
وأفاد أحدهم لموقع بنت جبيل أن حمد يعمل صباحاً عامل تنظيفات في البلدية كما أنّه قائم على أعمال المسجد والحسينية في جميع المناسبات الدينية بالإضافة إلى مهام رفع الآذان ووضع الأدعية والإهتمام بالنظافة. وأوضح أحدهم لموقع بنت جبيل أنه منذ فترة طويلة كان حمد طريحاً للفراش بسبب وعكة صحية ألمّت بظهره وتوقف يومها عن متابعة مهامه في الجامع، وبين ليلة وضحاها عاود نشاطه وعندما سألنا عن السبب جزم بعضهم أنه شاهد رؤية حيث جاءه الإمام علي (ع) وسأله عن سبب توقفه عن رفع الآذان ليستيقظ معافاً سالماً من الوجع، هذه الرواية يجزمها الكثير ممن عرفوا هذا الشخص، إلّا أن الحقيقة الوحيدة أنّه رجل طيب ومؤمن ومحبوب والجميع يشهد له بحسن الخلق والمعاملة.. حتى كتب احد عارفيه على فيسبوك “الله يرحمك يا حمد .. يلي بكل زاوية بالنجارية كان الك بصمة وضحكة ودمعة وهمسة ولمسة ، يلي كنت تمزح مع الكبير والصغير وتتحشر بالكل من طيبة قلبك، فنيت عمرك لخدمة اهل النجارية، النجارية ما رح تنساك، النجارية كلها اليوم من اكبر رجال وامراة لأصغر ولد وبنت عم يبكوك ، النجارية اليوم كلها حزينة ورح تفقدلك كتيير كتيير ”
ربما لم يعد يجدي الكلام، فخسارة حمد المأساوية تركت فراغاً كبيراً في قلوب أهل ضيعته… حتى ميدنة الجامع ستغص عند موعد الآذان، فحمد رحل إلى العالم الذي يشبه نقاوة روحه… انا لله و انا اليه راجعون

زهراء السيد حسن – بنت جبيل.اورغ