كتبت “النهار” اللبنانية:
عاملة أفريقية اتخذت قرارها بقتل طفلين، وفق رواية عائلتهما. دست لهما سم الفئران في الطعام، لتبدأ اوجاعهما ورحلة نقلهما الى المستشفى في أبيدجان وعذابهما ومعهما أفراد العائلة الذين انتظروا على نار خبراً يطمئنهم عنهما، صمد علي مروة ابن الثلاث سنوات أسبوعاً قبل ان يستسلم في الأمس للموت، أما شقيقته ألين ابنة السنتين فقد تمكنت من الانتصار والتماثل للشفاء.
لم تعلم عائلة مرّوة المغتربة منذ اربعين سنة بعدما قصد الجد حسّان أبيدجان، ان العاملة التي أمنوا لها على بيتهم وولديهم عضواً في عصابة افريقية تقتل اصحاب البشرة البيضاء من اجل شفاء أشخاص من ذوي البشرة الداكنة. وبحسب ما شرح حسان لـ”النهار”: “وقعت المصيبة يوم الخميس الماضي، قصدت العاملة منزلي بعد الظهر حيث أحضرت طبقاً من الأرز للطفلين، وضعت لهما سم الفئران، نصف ساعة بعد إطعامهما من قبل والدتهما، بدأت تظهر العوارض على ألين، رغوة بيضاء خرجت من فمها، سارعنا بها الى الطبيب ومن ثم الى المستشفى. وبعد ساعة ونصف الساعة بدأت العوارض تظهر على علي، فأدخل الى العناية الفائقة”. واضاف: “في البداية أنكرت العاملة تورطها في الأمر، مدّعية أن بطارية للعبة الأولاد هي التي تسببت بذلك، إلا أن كاميرات المراقبة في المنزل أظهرت محاولتها إخفاء جريمتها من خلال تخبئة بضع حبوب من دواء الهرمونات النسائي والقول ان الطفلين تناولاها”.
تماثلت لين للشفاء، كون الكمية التي أكلتها من الطعام المسموم أقل من كمية شقيقها. وبعد التحقيقات مع العاملة اعترفت في الأمس أنها “أُجبرت من قبل عصابة هددتها بقتل والدتها إن لم تقتل شخصاً من عائلة بيضاء، الأمر الذي دفعها الى تسميم علي وشقيقته”، قال حسّان مضيفاً: “منذ سنة بدأت العاملة عملها في منزل ابني، لم تكن طبيعية، طلبت مرات عدة من زوجته وقفها عن العمل، إلى ان وقعت المصيبة. وأردف: “كان لدي أمل كبير بشفاء حفيدي، وقد كنت على موعد مع السفير اللبناني حسين حيدر لنقله إلى لبنان لتلقي العلاج بعد أن أجرى اتصالاته مع السيده فرح بري، فأبدت استعدادها لتأمين مكان طبي في الطائره مع المعدات الطبيه اللازمة، بدأت بإجراءات تخليص المعاملات وإرسالها الى لبنان. كنت أقول سأحملك يا علي على ظهري إلى الوطن”.
قصد حسّان، كما قال، مع الدكتور علي برجي المستشفى “للكشف على وضع علي الصحي. وما إن كان يسمح بنقله الى لبنان، أطلعني أنه من الصعب ذلك، وإن اردت اتخاذ هذه الخطوة، فإنه عليّ تحمّل المسؤولية، وافقت على الفور. فرحت حين تأكدت أني سأطير مع حفيدي الى بلده لعلاجه، لكن للأسف لم يمر وقت قصير حتى اخبرني شقيقي ان من كان يعني لي الحياة رحل بلا عودة عند الساعة الخامسة من بعد ظهر امس”. يصمت قليلاً والغصة تخنق كلماته، ليقول: “ما زلت أذكر ىخر كلمات علي وهو واضع يده على رأسه قائلا أوّه “.
مساء غد يصل جثمان علي الى لبنان، ليوارى في الثرى في بلدته ارزاي كما قال جده، “ويوم الأحد سيلتحف قلبي التراب، ستدفن روحي وابقى جسداً أنتظر اللقاء”.
المصدر “أسرار شبارو – النهار”