الرئيسية - أخبار محلية و دولية - انتظرته والدته ولم يأت … جلال (18 سنة ) رحل الى الابد

انتظرته والدته ولم يأت … جلال (18 سنة ) رحل الى الابد

اتصل بوالدته أطلعها أنه في طريقه اليها، انتظرت مجيئه لكن طال الوقت ولم يصل. عاودت الاتصال به من دون أن يجيب، ليصلها خبر تعرضه لحادث سير على طريق “الكوستا برافا” في خلدة بعدما انقلبت به السيارة وان وضعه خطر ويرقد بين الموت والحياة. هو الشاب جلال قداوح ابن بلدة مشتى حسن العكارية الذي أغمض عينيه للابد قبل أن يحقق حلمه وينضم الى صفوف جيش وطنه.

سيارة بلا إثر

قبل نحو عشرة ايام “قاد جلال (18 سنة) سيارة صديقه، توجه بها الى منطقة خلدة حيث كانت والدته في زيارة لبيت خالته، قبل وصوله الى منطقة الكوستابرافا، قصد سوبرماركت بحسب ما أظهرته الكاميرات الموجودة في المكان، اشترى عبوتي مياه واكمل مشواره، من دون ان يتوقع ان الموت بانتظاره، اذ فجأة اصطدم بالرصيف قبل ان تنقلب المركبة وتستقر على سطحها، اصيب بضربة قاضية على دماغه” بحسب ما قاله ابن عمه ماهر لـ “النهار”. ويضيف “لم يبق للسيارة اثر، طحنت طحناً وهو في داخلها، وعلى الرغم من ان الحادث وقع عند الثامنة والاربعين دقيقة من صباح ذلك اليوم لم ينتشل وينقل الى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات حتى العاشرة والربع، اما عائلته فلم تعلم بمصيره الا عند الثالثة من بعد الظهر وذلك بعد محاولات عدة واتصالات بالجهات الامنية التي كان جوابها بداية انها لا تعرف شيئا عنه”.

ذنب لم يرتكب

“مرّ بلال شقيق جلال من مكان الحادث، رأى السيارة من دون ان يتوقع ان اقرب انسان اليه ينازع داخلها” يصرح ماهر، شارحاً “بدأ قبل وصوله الى المكان بتصوير مقطع فيديو، التقط مشهد السيارة وهي منقلبة، وصل الى منزل خالته، اطلع والدته على المشهد المأسوي، عرض عليها الفيديو، قائلا لها قلبي تقطع على الشاب”. واضاف “منذ لحظة معرفة بلال ان شقيقه كان داخل السيارة ولم يتوقف لنجدته وهو في وضع نفسي صعب”،مستطرداً “لم نعثر على هاتف جلال الخليوي والواضح أنه سرق، اما محفظته فتسلمها والده من الجيش”.

رحيل”القائد”

” وصل جلال الى المستشفى في حالة حرجة، كان دماغه متوقفاً عن العمل، حاول الاطباء القيام بكل ما في وسعهم لانقاذه لكن فجر السبت الماضي توقفوا عن اكمال مساعيهم بعدما لفظ آخر انفاسه معلناً نهاية رحلته القصيرة في هذه الحياة” وفق ماهر، مشيراً إلى أنه “في لحظة توقف عداد زمن الطالب المجتهد في مدرسة شدرا الفنية حيث كان يدرس الرياضة، والذي قدّم اوراقه قبل فترة للدخول الى الجيش، لكن حرمه الموت من تحقيق احلامه”. نعت “كشافة التربية الوطنية القائد جلال كذلك مفوضية عكار وفوج مشتى حسن، بكته عائلته وزملاؤه وكل من عرفه، بالورود ودعوه الى مثواه الاخير وهم على يقين انه سيبقى ذكرى طيبة في خاطرهم في كل يوم ولحظة وحين”.

المصدر : النهار – اسرار شبارو