رحلتا مع ضوء الفجر،الذي شقَّ حزنه من الظلام وبقي مظلماً فوق برج البراجنة رغم شروق الشمس. فزينب لن توقظ سالي بعد اليوم لتذهب إلى المدرسة لن تحضّر لها “عروستها” وتودّعها عند الباب.
حتى ذلك الباب لم يعد موجوداً ليستقبل ويودّع ساكنيه. كلّ شيء أصبح ركاماً بين خيط الفجر والصباح.
تهاوى البناء وتهاوت معه أحلام عائلة صغيرة مؤلفة من أب وأم وطفلة، رحلت زينب وأخذت معها طفلتها التي إنتشلت من تحت الركام ملاكاً وربما لم تعِ تلك الطفلة ماذا جرى في ساعات الصباح الأولى فكما نامت قريرة العين ليلاً بقيت كذلك حتى اللحظة الأخيرة.
أمّا سامر الأب، والحضن الدافئ لعائلته لم يعلم أن مشوار الأمس سيكون آخر مشاوير العمر، فزينب وسالي رحلتا وتركتاه وحيداً يقلّب مواجعه وأحزانه لفقدانهما.
فمع ساعات الفجر إستفاق أهل برج البراجنة على كارثة حيث إنهار مبنى تسكنه عائلة من آل عيتاني، رحل ضحية هذا الحادث المأساوي السيدة زينب عمار وطفلتها سالي عيتاني بينما نقل الأب إلى مستشفى الرسول الأعظم لتلقي العلاج.
هي ساعات لا أحد يعلم كيف أمضاها الضحايا، ومن فرط تخيل الموقف يصبح الكلام أبكماً ويبقى الحديث لسردة من الدموع والألم.
زهراء السيد حسن – بنت جبيل.