كتبت النهار اللبنانية:
“أراد غسان أن يستقل القطار في ميلانو يوم الثلثاء الماضي للتوجّه إلى الجامعة، لكن الموت كان في انتظاره بالمحطة، إذ فجأة سقط عن السور مفارقاً الحياة”، وفق ما قاله والده المستشار في سفارة دولة فلسطين لدى لبنان سامي بقاعي لـ”النهار”، قبل أن يضيف: “في البداية ظننا أنّ الحادث قضاء وقدر، لكن الأمر تغيّر بعدما كشف التحقيق وجود شاب الى جانبه في المكان، نخشى ان يكون هو من أقدم على دفعه، وننتظر ما ستؤول اليه نتيجة التحقيق بعد مراجعة كاميرات المراقبة في المكان”، وعما إن تم إيقاف الشاب المشتبه فيه، أجاب: “كلا، اذ لم يُثبت عليه شيء حتى الآن”، لكن هل لدى نجله أعداء؟ عن ذلك أكد: “كلا، فهو لا يزال في بداية حياته”.
غفلة الانهيار
قبل سنة ونصف السنة، قصد غسان ايطاليا مع عائلته المؤلفة من والديه وشقيقته وشقيقيه. بدأ دراسة هندسة الميكانيك والعلوم السياسية، وذلك بعدما أنهى دراسته في “ثانوية حسام الدين الحريري” في صيدا، فقد كان “شاباً ذكياً وطموحاً، خطّط جيدا لمستقبله، درس خطواته وثابر على تحقيق أحلامه، كرّس وقته لتحصيل العلم، لكن في غفلة انهار كل شيء، توقف عداد الزمن في عمره، ليعود يوم السبت الماضي الى لبنان جثة، ويزف الى مثواه الاخير في الامس عريساً”، وفق والده.
بانتظار اليقين
حشود غفيرة شاركت في تشييع الفقيد الذي حمل على الأكتاف ملفوفاً بالعلم الفلسطيني من منزل عائلته بالقرب من دوار القدس الى “مسجد الشهداء”، فمدافن صيدا الجديدة، ليلتحف بعدها التراب معلناً نهاية شاب كانت يفصله عن عامه العشرين اسابيع قليلة، فكما قال والده، “كان سيطفئ شمعته العشرين في الاول من شهر تشرين الثاني، وبدلاً من ذلك انطفأت حياته، رحل عنا بعدما كان مالئاً حياتنا فرحاً وحيوية”، لافتاً” الى أنّ “والدة غسان وشقيقته التي تتابع دراستها الجامعية وشقيقيه يسكنون في ميلانو، اما انا فكنت في لبنان عند وقوع الحادث، حيث تلقيت الخبر الكارثي، تواصلت مع قنصلية لبنان هناك، انجزت اوراق نقل جثمانه، وبعدما اكرمنا الميت بدفنه، أتابع نتيجة التحقيقات لمعرفة التفاصيل وقطع الشك باليقين”.
أسرار شبارو-النهار https://www.annahar.com/article/876022