قولك أنا أمتين بدي موت ؟ وحامل وجع هالكون عا كفّي …. بعد أن أنهكه المرض… آخر ما كتبه الشاعر بشير مرعب …قبل أن يأتي جواب السماء سريعاً
لعلّ جواب السماء لم يأتي متأخراً، وكأنّها رأت في تلك الحروف وجعاً لا يُحتمل… بشير مرعب الشاب الذي أحبّ الشعر والزجل، فكان سلاح الشاعر ورصيده زخماً من الكلمات والحروف.
لكن منذ أن كان في الثلاثين من عمره أي من حوالي الست سنوات، إختار المرض جسده، فإحتله وأخذ يفتك به ببطىء،بحسب معلومات موقع بنت جبيل لكنه لم يستطع أن ينال من كلماته وشعره.
لم يغِب المرض بطيفه عن شعره، بل كان حاضراً بقوة، ممزوجاً بكلمات الوجع والعتاب. وربما كانت الكلمات التي كتبها منذ ما يقارب الشهر والنصف هي الأكثر صخباً وألماً،فيها عتاب وطلب بالراحة، كأنّه بذلك أراد إشارة سماوية تحسم له الأمور إما العيش وإما الموت. وجاءت الكلمات يضخها الوجع فكتب يومها على صفحته في فيسبوك : آخر نفس !!!!!!!!
قولك أنا أمتين بدي موت ؟
وحامل وجع هالكون عا كفّي
قلّي يا ربّي بحضّر التابوت ؟
يمّا قصاصي صار بِيكفّي ؟
معقول عندك على الجنّة فوت ؟
أو بعدني مأرجح على الحفّة ؟
ومعقول أصبح بالسما ملْكوت؟
يمّا حسب ما تبرم الدفّة
بيكفي يا الله بها الامور سكوت
إن كان بدّك عيش قلّي عيش
وان كان بدّك موت قلّي موت
وجاء الجواب سريعاً،،، ترك قلمه مكسوراً يوم كتب تلك الحروف، لتكون آخر ما كتب علّ نفسه ترتاح من ثقل المرض … فرحلَ بشير بالأمس تاركاً وردته الصغيرة لورين وحيدة في حقول الحياة، تبحث عن والدها ولا تجده،، لكنها ستراه غداً بعد سنوات ستجده في قصائد كتبها ووضعها في حصّالة عمره لتقرأه طفلته يوم تكبر…
زهراء السيد حسن – بنت جبيل.أورغ