تعمل ندى قليط سائقة فان، أو شوفيرة على الخط، بين صور وصيدا وبيروت، بحسب ما ورد في “المدن”.
في عمر 15، كانت قليط معاوناً لوالدها في البوسطة التي يعمل عليها. تنظم جلوس الركاب في أماكنهم وتجمع منهم الأجرة. وعندما ضاقت بها الأحوال، وجدت في هذه المهنة سبيلاً لتأمين لقمة العيش.
بدأت قليط عملها منذ أكثر من 6 سنوات، ظروف الحياة الصعبة أجبرتها على العمل في مهنة لا يمارسها سوى الرجال في لبنان. والآن هي أيضاً. وهذا ما يتطلب منها حضوراً قوياً خلال عملها بين زملائها الذكور. عائلتها، المؤلفة من أبيها وأمها الطاعنين في السن وأختها المعوّقة، جعلتها تتحدى نظرات المجتمع من حولها، وتخرج بين الذكور لتمارس مهنتهم من أجل تأمين احتياجات عائلة، هي معيلها الوحيد.
يبدأ عملها من الخامسة فجراً وينتهي بعد الظهر، وتستقبل طلبات خاصة. غالباً ما تخرج قليط ليلاً لتوصيل راكب من المطار وإليه. التوقيت ليس عائقاً عندها. فلقمة العيش تستوجب تخطي كثيراً من المسائل، أهمها مرض الديسك الذي يعن عليها كلما جلست ساعات طويلة خلف المقود.
بعد سنوات من العمل، صارت تلّقب قليط بـ”أبو علي”. تعلمّت من الوقوف بين الرجال كيف تتحدّث مثلهم وتنادي على الركاب بأعلى صوتها. غالباً ما يظنها الراكبون رجلاً، ويتعاملون معها على هذا الأساس. وهي تتقبل ما يصدر عنهم بابتسامة.
تماهت قليط مع مهنتها، حتى صارت تشبهها إلى حد كبير. وهي لا تعرف عملاً آخر تقوم به، رغم امتلاكها شهادة TS في إدارة الأعمال. تعرف جيداً كيفية التصرف في حال تعرّضت لمضايقات. في الأصل، “ما حدا بيسترجي يدق فيني”، تقول لـ”المدن”، لأن زملاءها الرجال يقفون سنداً لها.
على الخط البحري بين صيدا وصور، لا تنفك قليط تلقي التحية على سائقي الفانات. يعرفونها عن بعد أميال. تعتبر نفسها “ملكة” على الخط. مهارتها في القيادة لا يستطيع رجل أن يضاهيها، كما تقول. فهي تولي أهمية كبيرة لسلامة الركاب.
(المدن)