“للمرة العاشرة على التوالي أناشد رئيس كوريا الشمالية بأن يضربنا بالنووي والهدروجين الحارق وأن يزيل هذه البقعة من الكرة الأرضية عسى الله أن يبدلنا بقوم صالحين لأننا لا نستحق العيش!” تعليق فيس بوكي كافٍ ليختصر قلة الوعي الذي يعاني منها مجتمعنا العربي.
غريب أمر هذا الشعب كيف يلاحق السخافات ويصدقها دون الرجوع إلى العقل لعل الخمول والكسل عطّل التفكير نهائياً فلم يعد يميّز بين الحقيقة والتزييف. فلا زال الكثير من الطفيليين يلاحقون “الفوز المزيف” الذي تعلن عنه بعض الصفحات الوهمية لتكسب المزيد من المتابعين مصدقين تلك الترهات.
فمنذ خروج الوليد بن طلال ظهرت صفحة بإسم إبنته ريم “ريم بنت الوليد بن طلال”،نشر عليها تعليق مرفق بصورة لمجموعة كبيرة من السيارات “بمناسبة خروج أبوي أعلن 120 سيارة هولاند كروزر 2018… الإختيار عشوائي …”. هذا المنشور أثار ضجة واسعة بين مستخدمي الفيس بوك في العالم العربي فسرعان ما بدأت مشاركة المنشور وإنكبت التعليقات و”اللايكات” من كلّ حدّ وصوب آملين الفوز بحسب متابعة موقع بنت جبيل. بالمقابل إستطاعت الصفحة أن تحصل على مبتغاها بجلب عدد كبير من المتابعين خلال ايام قليلة، مع العلم ان ريم ابنة الوليد بن طلال تملك حساباً موثقاً على تويتر وليس لديها اي منشور يتعلق بالذي نشر تحت اسمها على فايسبوك!.
هذه العقول المحدودة لم تفكّر للحظة أنّ الأمر قد يكون كذبة، والواضح أنّ هذه الأعداد الكبيرة من اللايكات التي تجاوزت الـ50 ألف والتعليقات التي تعدّت الـ70 ألف و”الشيرات” التي تخطت الـ 117 ألف كافية لتظهر قلّة وسخافة العقل العربي، وقدرته السريعة على الإنجرار إلى الخديعة، بالاضافة الى توسل البعض في التعليقات انتباه ريم اليهم!. هذه الصفحة الوهمية والكثير من الصفحات الأخرى على شاكلتها هدفهم الوحيد إستغلال تلك العقول وكسب المتابعين وإن لم يتسببوا بالأذى البدني، لكن مجرّد إستخفافهم بعقول شعوبنا فهذا أكبر دليل على الأذية والإهانة.
لذلك بات المجتمع العربي بكباره وشبابه وصغاره أشبه بـ”شاهد ما شفش حاجة” فيا أعزائي لا الآن ولا بعد مئة عام ستفوزون أو سترون شيئاً مما شاهدتموه لو شاركتم ألف منشور لأنه ببساطة أنتم تخسرون عقولكم!.
زهراء السيد حسن – بنت جبيل.اورغ