الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - “القمر الدموي الأزرق العملاق” يخطف الأنظار إلى السماء في العديد من الدول…ظاهرة ستتكرر عام 2037

“القمر الدموي الأزرق العملاق” يخطف الأنظار إلى السماء في العديد من الدول…ظاهرة ستتكرر عام 2037

شهد العالم حدثاً فلكياً فريداً الأربعاء، مع خسوف كامل للقمر قدم مشهداً سماوياً يحبس الأنفاس، حيث تمكن سكان أجزاء واسعة من الأرض رؤيته، في ظاهرة يسميها العلماء “قمر الدم الأزرق العملاق”.

وفي منتصف الليل، تجمع الآلاف في كاليفورنيا لرؤية القمر يختفي في غياب أشعة الشمس ليعود ويظهر بلون يميل إلى الأحمر، وهو ما دفع إلى تسمية هذه الظاهرة بـ”قمر الدم”. كذلك يوصف هذا القمر بـ”الأزرق” لكونه يسجل ثاني اكتمال للبدر خلال شهر واحد، وهو توصيف يؤشر إلى ندرة الظاهرة التي لا تحصل سوى في معدل مرة كل عامين ونصف العام، لكن ليس إلى اللون.

وانتظر البعض لأكثر من خمس ساعات أملاً في حجز أماكن جيدة في قلب مرصد غريفيث في لوس أنجليس الذي فتح أبوابه عند الثالثة والنصف فجراً لاستقبال نحو ألفي متفرج.

وبدأ الخسوف قرابة الساعة 03,45 بالتوقيت المحلي، مع تشكل هالة سوداء بدأت بقضم القمر الأبيض. وبعد ساعة، لف ظلام دامس القمر قبل أن يتكشف تدريجاً من جديد مع مسحة نحاسية لونت سطحه.

وهذا المشهد متاح في أمريكا الشمالية وروسيا وآسيا والمحيط الهادئ. غير أن سكان الجزء الأكبر من أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية حرموا في المقابل من هذا العرض المبهر جراء أشعة الشمس.

وفي أمريكا الشمالية، في ألاسكا أو في هاواي، كان في الإمكان رؤية الخسوف قبل بزوغ الفجر. وفي الشرق الأوسط وآسيا وشرق روسيا وأستراليا ونيوزيلندا، حصل المشهد عند طلوع القمر مساء الأربعاء. هذا المشهد لا يستلزم الاستعانة بنظارات وقائية خاصة لمتابعته خلافاً لكسوف الشمس.

“هدية نادرة”
وينجم اللون الأحمر للقمر الذي لا ينتج نوره الخاص، عن ظاهرة ضوئية تتمثل في انعكاس أشعة الشمس التي تعبر الغلاف الجوي الأرضي باستثناء الأشعة الحمراء.

وقال براين راتشفورد وهو أستاذ مساعد في مادة الفيزياء في جامعة امبري ريدل ايرونوتيكل الأمريكية إن “اللون الأحمر الذي يظهر خلال خسوف القمر له خاصية كبيرة، مشاهدة قمر الدم هدية نادرة”.

وساد ترقب كبير في انتظار هذا الحدث الفلكي نظراً إلى “توافر الخصائص الثلاث بشكل متزامن”، بحسب ما أكد مرصد باريس على موقعه الإلكتروني. فهذا القمر ليس فقط “أزرق” وبلون “الدم” بل هو أيضاً “عملاق” نظراً إلى كونه في مسافة قريبة من الأرض الأربعاء.

وحصل الخسوف بعد 27 ساعة فقط من وصول القمر إلى النقطة المدارية الأقرب من الأرض أو ما يسمى بالحضيض المداري.

وحصلت آخر ظاهرة “قمر دم أزرق عملاق” في 30 ديسمبر (كانون الأول) 1982 وشاهدها سكان أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا.

أما في أمريكا الشمالية فتعود آخر ظاهرة مماثلة إلى 152 سنة خلت وتحديداً في 31 مارس (آذار) 1866.

ويُتوقّع أن تتكرر هذه الظاهرة في 31 يناير (كانون الثاني) 2037.