بقلم مردوك الشامي
تصوير : وائل بزيع
لم تكن الأمسية الشعرية التي استضافها نادي جويا الثقافي والرياضي والاجتماعي، ليل الثلاثاء 31 تموز ، أمسية عادية ..
ولا أظن منابر الشعر على امتداد لبنان والعالم العربي ، شهدت أمسية مثيلة ومشابهة..
كانت أمسية للحب ، في زمن التباغض ، أمسية للصدق في البوح ، في وقتٍ يتسم بالغموض والتلفيق والتكاذب الاجتماعي وانتصار الفقاعة.
على المنبر ، روى الشعرُ قصة حياة ، وقالتِ الكلماتُ حكاية في منتهى الواقعية والجرأة ..
لا حياء في الدين ، جميعنا نقبل بهذه المقولة ، أقول ولا حياء في الحب ، علينا أن نتعود على تقبل مثل هذه المقولة أيضا ، خاصة إذا كان الحب محرضا على الابداع ، وقادرا على أن يعيش في السطور ، وعلى الورق ،غير آبهٍ للهبوط على مدرجات الواقع التي غالبا ما تهشّمه وتصدّعه وتصيبه بالخراب.
بداية رحب الأستاذ عبد اللطيف قاسم مسؤول الأنشطة الثقافية في النادي بالحضور الكبير والمثقف والذي غالبيته من أهل الشعر والاصغاء، ثم كانت الكلمة لي مقدما للأمسية ..
أنا بكل صراحة لم أقصر في ذم الحب حين يتوقعن ويهبط من علياء الشعر ، إلى قيعان الواقع التي بلا نهايات..
أنشر كلمتي لاحقا..
والشاعران ناريمان علوش ومحمد البندر ، قدّما ثنائية أكثر من رائعة لقصائد حب يكبر به الشعر ، ويعيش هو فيه..
باحا بنبضٍ واحتراقاتٍ وأسى ، بعتبٍ واشتياق، قالا ما يحس به العاشقُ حين يكون العشق أعلى قامة من سماء، وحين تكون العاطفة البيضاء ، لاهبة ومعشبة ومليئة بالبراكين الممنوعة من الصرف.
قصائد في منتهى الشعرية والتحليق ، فيها انسجام فكر ، وانصهار قلب ، وتوهّج أحاسيس ، وإلقاء فيه تناغم ، وكبرياء وكثير من التهدج الخفي.
نعم ، وكما قلت في مقدمتي ” الشعر معادلٌ للجنون ” ، لكنني أراه الجنون العاقل ، المتجلي حكمة وارتفاعات.. خاصة حين يجعل الحبُّ القصيدة مقياسا للمصداقية في المعنى والمبنى في آن معا.
أمسية لن تنسى ، سيبقى لها أثرها الجليل ، وسيحاول كثيرون تقليدها مستقبلا ، فالثنائيات لها غواية .. لكن كم قيسا وليلى أنجب التاريخ ؟..
وكم عنترة وعبلة وبثينة وجميل؟..