يترقب عشاق الظواهر الفلكية حول العالم، ظاهرة خسوف القمر، الأطول في القرن الحادي والعشرين، التي ستحدث يوم الجمعة المقبل، في معظم دول إفريقيا وأوروبا، وآسيا، وأستراليا، والجزء الشرقي لأمريكا الجنوبية، إضافة إلى المحيطات الهادئ والأطلسى والهندي والقارة القطبية الجنوبية، المميز في هذه الظاهرة أن القمر سيتحول إلى اللون البرونزي بشكل جزئي، وهو ما يسمى بـ”الخسوف الدموي”.
وفي لحظة الخسوف الكلي، سيكون القمر في مركز ظل الأرض، قبل أن يبدأ بالخروج من ظل الأرض ليصبح في حالة الخسوف الجزئي، إلى أن يخرج تماما من ظل الكرة الأرضية ويدخل في ظليل الأرض ليبدو شكله طبيعيا.
وأفاد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، بأن “الخسوف الدموي” للقمر سيمر بخمسة مراحل هي: شبة الظل، والجزئي، والكلي، والجزيء، وشبه الظل، لمدة 6 ساعات و14 دقيقة تقريبًا.
وذكر المعهد، في بيان له، أن الخسوف سيبقى في صورته الكلية لمدة ساعة و43 دقيقة، وهي أطول فترة لمرحلة الخسوف الكلي خلال القرن الحالي.
من جانبه، قال أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد، في البيان نفسه، إن “خسوف القمر في ليلة 27-28 يوليو (تموز) الجاري، يتميز بأن توقيته يتفق مع توقيت بدر شهر ذي القعدة للعام الهجري الحالي 1439”.
وذكر تادرس أن “هذا الخسوف يعد الثاني والأخير للعام الحالي، حيث حدث الخسوف الأول كليا في 31 يناير (كانون الثاني) 2018، واستمر لمدة ساعة وربع تقريبا، ولم تتمكن حينها مصر أو أي من دول المنطقة من رؤيته”.
وأشار أنه من الأحداث المصاحبة أيضا للخسوف المقبل، مرور الأرض بين الشمس والقمر والمريخ، ما يضع المريخ بمواجهة في سماء الأرض في الليلة نفسها، وهي من المصادفات الرائعة التي لا تتكرر كثيرا.
ولفت تادرس إلى أن “تقابل المريخ مع الأرض يعتبر الأفضل منذ 2003، حيث سيكون في محاذاة تامة مع الشمس والأرض والقمر، مما يجعل المريخ يلمع بشدة لونه الأحمر المتميز فيضفي على هذه الليلة طابعا خاصا”.
وأوضح أن الكسوف والخسوف ظاهرتان تتعلقان بـ3 أجرام هي الشمس والقمر والأرض، حيث يدور القمر حول الأرض بفلك محدد والأرض تدور مع قمرها في فلك محدد حول الشمس.
وعندما يمر القمر أمام الشمس فيحجب ضوءها يعرف هذا بكسوف الشمس، ويكون مبشرا بقرب ولادة الهلال الجديد.
أما خسوف القمر فيحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر، فتحول الأرض بينهما وتحجب أشعة الشمس عن القمر.
في السياق ذاته، قال محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، في بيان له، إن “الخسوف سيبدأ ليل الجمعة – السبت في الساعة الثانية و48 دقيقة صباحا بتوقيت جرينتش، ويحدث اقتران شهر ذي القعدة”.
وأوضح عودة أنه يمكن رؤية خسوف القمر من غرب العالم العربي باستخدام التلسكوب فقط.
يذكر أن الخسوف الكلي الأقصر للقمر خلال القرن الحالي حدث يوم 4 نيسان/ إبريل 2005، وكانت مدته 4 دقائق و48 ثانية.