الرواية الأولية المفجعة تقول أنها انتهزت فرصة وجود والديها في العمل ونوم شقيقتها، حملت منديلاً وخرجت الى الشرفة، ربطته حول عنقها وعلقته على السقف من “الاترنيك” وهي واقفة على كرسي قبل أن تتدلى في الهواء وتفارق الحياة…هي ياسمين عطار الذي كان عطرها يفوح في ارجاء منزلها في الصباح، لتحل محله رائحة الموت في لحظات.
هدوء ونحيب
“ياسمينة” عائلة العطار ذبلت فجأة، “النهار” قصدت منزل ياسمين ابنة الطريق الجديدة في شارع صبرا. على الرغم من أن الحي شعبي، الا أن هدوء الصدمة كان مسيطراً على المكان، في الطبقة السابعة من احد المباني كانت تسكن ابنة الثالثة عشر عاماً، صوت نحيب والدتها كان يسمع على بعد طبقات، وصلنا الى الشقة الذي كتب على ساكينها ان يفجعوا بخبر وفاة زهرتهم، شقيقة ياسمين الوحيدة كانت تجلس على الدرج، لا تصدق ان من كانت صديقتها وشقيقتها في آن رحلت إلى الابد، وهي التي كانت تحضر واياها رحلة الى البحر يوم الاحد القادم. تروي بحسرة ما شاهدته، عندما استيقظت عند الساعة الحادية عشر قبل الظهر، لتجد ياسمين ” مشنوقة” على الشرفة.
صدمة الفراق
عندما كنا نتابع الحديث مع شقيقة ياسمين وصل والدها وسام الى المنزل، لا كلمات تعبّر عن هول مصابه، والنار التي تحرق قلبه، هو الآخر لا يزال في قمة صدمته، ومع هذا كان يحاول ضبط أعصابه، نافياً لـ”النهار” فكرة أن تكون صغيرته قد أقدمت على الانتحار، حيث أشار الى أن “ابنتي تحب الاستكشاف، ربطت عنقها بشال رقيق، وقفت على كرسي للأسف ليس ثابتاً بشكل جيّد، بالتأكيد انزلق عن غير قصد منها، لتلفظ آخر أنفاسها بثانيتين بحسب ما أكد الطبيب الشرعي”.
بعيدة عن الشبهات
لم تكف والدة ياسمين عن البكاء لحظة، هي التي رفضت كما قال وسام ان تبقى جثة ابنتها في براد مستشفى “المقاصد”، ما اضطر العائلة الى جلبه للمنزل لحين دفنه يوم غد، وعما ان كان خلف ما حصل لابنته لعبة الحوت الازرق كما تداول البعض أكد أن “ياسمين لا تملك هاتفاً، سبق وتعطل هاتفها”، تقاطعه ابنته قائلة “كان ينوي شراء هاتف لها عند نجاحها في صفها، هي تلميذة في كلية عمر بن الخطاب-المقاصد في صف الثامن”، وعما ان نجحت اجابت “نعم، لكن كان عليها اكمال في بعض المواد”.
تحاول عائلة عطار البحث عن سبب قد يقف خلف سيناريو اقدام ابنتها على ربط عنقها لكن عبثاً، ولفت وسام الى ان “كل شيء مؤمن لها، في الأمس كانت على طبيعتها، واليوم كانت في انتظار وصول صديقتها لتقصد واياها السوق لشراء حاجيات لرحلتها الى البحر، لكن للأسف وصلني خبر وفاتها وانا في عملي في احدى الشركات ووالدتها في عملها في صالون للتزين”.
فتح مخفر الطريق الجديدة تحقيقاً في الحادث، وبحسب ما أكده مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار” ” لا علاقة للعبة الحوت الازرق بموت ياسمين”.
المصدر : أسرار شبارو – النهار