استيقظت بلدة القصيبة الجنوبية على فاجعة موت ابن الـ 18 عاماً الذي توفي بعد إجراء جراحة الزائدة. لم يفهم احد ما حصل، دخل محمد على قدميه لإجراء جراحة “الزائدة” ليخرج محملاً على الأكتاف. في غضون ساعات انقلبت حياة عائلة ياسين رأساً على عقب، وبعد ان توافد اهل القرية الى المستشفى لزيارته يعود اليها محملاً والصدمة تعتري الجميع. وبين غضب العائلة والاتهام بخطأ طبي، اعتذرت المستشفى عن الإدلاء بأي تصريح تعليقاً على حادثة الوفاة.
لا أحد يعرف ما جرى فعلاً، العائلة ترى في الحادثة خطأ طبياً، لم يكن يشكو من شيء، دخل لإجراء الجراحة فخرج ميتاً. وفق أحد اقاربه “على ما يبدو لقد أعطي كمية زائدة من البنج أدت الى عدم استيقاظه مما دفعهم الى اجراء صدمات كهربائية تسببت بنزيف في الرئة. الأكيد ان هناك خطأ طبياً، لا يمكن أحداً ان يموت هكذا”.
نزيف في الرئة
لم تعرف العائلة بوفاة ابنها إلا فجر صباح اليوم، في حين يؤكد احد اقاربه ان “محمد توفي في الليل لكن المستشفى لم تبلغنا بذلك خوفاً من إحداث فوضى لا سيما ان المستشفى كانت تعجّ بالزائرين واهل القرية للإطمئنان إلى محمد. حتى الطبيب لم يأتِ ليطلع الأهل على حقيقة ما جرى مع ابنهم، لم يظهر في المستشفى، وبعد السؤال عنه وعن طبيب البنج لم نجد احداً. وعلى أثره، جاء الدرك والجيش وتمّ فتح تحقيق بالحادثة”.
يصعب على قريبه ان يصدق ان محمد “الشاب الضاحك كما يصفه رحل بهذه البساطة. لا شيء يمكن ان يُعوّض هذه الخسارة. تعبير واحد يختصر واقعنا “غلطوا معو الأطباء وروحوا هيك”.
متى تصبح الزائدة قاتلة؟
لكن السؤال الطبي الأهم متى تصبح الزائدة قاتلة؟ وما أهم أعراضها وعلاجاتها؟
يؤكد البروفسور في جراحة الجهاز الهضمي الدكتور رياض سركيس أن “أعراضاً كثيرة تظهر على المريض تجعلنا نشك بأنّها الزائدة واهمها ألم في البطن، تحرك الغشاء الباطني، فقدان للشهية والشعور بالغثيان واحيانا ارتفاع درجة الحرارة. احيانا لا يعاني المريض من الحرارة المرتفعة وتكون تحاليل الدم سليمة لكنه يعاني اعراضاً مشابهة للزائدة، عندها نقوم بإجراء “سكانر” للتأكد من صحة التشخيص. الخطوة الاولى في التشخيص تتمثل بالـ”سكانر” لأنه يظهر حالة الزائدة، فإذا كانت في بدايتها يمكن علاجها سريعاً، اما في حال كانت في مرحلة متقدمة (بعد مرور أيام) عندها نجري فحص المنظار الذي سيحدد لنا طريقة العلاج”
نتيجة المنظار تحدد العلاج
برأي سركيس انه “لم يعد مقبول بعد اليوم عدم القيام بهذه الخطوات على اصولها، علينا التأكد من حالة الزائدة عبر المنظار. في حال وجود خراج كبير متقيح لا يجوز اجراء جراحة للمريض وانما يقوم طبيب الاشعة بسحب القيح من جسمه وبعد الشفاء من الالتهابات، نستأصل الزائدة بعد عدة اسابيع. اما في حال تبين وجود Plastron أي يكون محمراً وملتهباً عندها يمنع اجراء عملية ونعطي المريض المضادات الحيوية لعلاجه وبعد فترة نستأصل الزائدة”.
ويشير البروفسور في جراحة الجهاز الهضمي الى ان “الخراج في حال بقي في البطن يُسبب تسمماً في الدم، كما ان الالتهابات القوية تؤدي الى تمزق المصران. لذلك فإن التشخيص المتأخّر لالتهاب الزائدة الدودية يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات للمصاب وربما الوفاة”
ليلى جرجس – النهار