بنبرة قوية تحكي عن مرضها، يخالها المستمع تحكي عن إصابتها بزكام عابر! بينما تقصد “السرطان”… المرض الذي يهاب الناس ذكر اسمه فيومون إليه بالإشارة “ذاك المرض”. هي اللبنانية ميشيل حجل، وقد رمى المرض سهام خبثه عليها غير رائفٍ بأعوام عمرها الـ24. ورغم صغرها هزمته متجرعةً مرارة العلاج، متسلحة بالحب والصلاة.
ثقيلاً كان وقع النبأ على مسمعها حين أبلغها الطبيب عن احتمال أنها مصابة بالسرطان (Non-Hodgkin Lymphoma) ولا تخفي ميشيل شعورها بالإنهيار حين تأكد الأمر طبياً في شهر كانون الثاني، مطلع السنة! لكنها أدركت أن السرطان أصبح واقعاً، وكانت بين خيارين إما الإستسلام للمرض وإما الدفاع عن الحب والحياة. واختارت ميشيل أهلها وحبيبها وطموحها.
وعن معاناتها تقول لبنت جبيل.أورغ أن مكوثها في المستشفى لحوالي خمسة أيام في كل جلسة علاج كان صعباً. وكان اليوم يمر كأنه سنة، إلا أنها صبرت وتحمّلت وصلّت لتكون أقوى. وتضيف أنه من أصعب الأمور التي على فتاة تحملها فكرة تساقط شعر الرأس، لكن دعم أهلها وخطيبها شكل حافزاً أساسياً، وقلب الأدوار حيث وجب عليها أن تكون قوية لتساندهم بصلابة وتتابع “لحتى ياخذو القوة مني”.
ولا بد من الإشارة إلى أن ميشيل إضافة إلى حيازتها على شهادة في إدارة الأعمال، هي أيضاً أخصائية تغذية، ولديها عيادتها الخاصة. الأمر الذي ساعدها لمتابعة نظام صحي مناسب.
بضعة أشهر مرت، وبدأت ميشيل تتعافى، واليوم شفيت وهي تساعد في عيادتها الذين يعانون كما عانت، لتمدهم بالصلابة والنظام الغذائي المناسب. ولم يحدد الأطباء سبباً جوهرياً للمرض، فلم يكن وراثي في حالتها، وببساطة أي شخص قد يكون معرضاً.
تستعد ميشيل اليوم لزفافها من خطيبها الذي شكّل عاملاً جوهرياً في تعافيها كما تقول. إذ أنه ساندها واقعياً وافتراضياً على مواقع التواصل الإجتماعي. وميشيل لم تخف من السرطان، فالـ “بعيد من هون” كما يصفونه، لم يكن بعيداً عن الشابة العشرينية. ومن منطلق أن الناس أعداء ما جهلوا، فإن بحثها وتعرفها أكثر على تفاصيل المرض ساعدها على تخطيه…ووصفة ميشيل السرية أرادتها علنية للقضاء عليه خلال العلاج وهي “حبّ وصلاة”.
بنت جبيل.أورغ
— زاهي وهبي (@Zahiwehbe) June 23, 2018