أملٌّ ولّدته نفوسٌ طيبة، فزرعته في قلب عائلةٍ جلُّ ما كان يشغلها كيف تؤمن لابنها الشفاء والراحة من أدران المرض والوجع…
تفاصيل حكايةٍ تبدو لمتلقيها سعيدة ترويها الأيادي البيضاء ليختمها الموت ببصمةٍ حزينة…
كرار مزرعاني إبن بلدة حولا الجنوبية الطفل التي ضجّت باسمه مواقع التواصل الإجتماعي منذ سنة، طفل السنوات الثلاث الذي كان بحاجة ماسة إلى زرع كبد نتيجة فشل كلوي كان يعاني منه… حملةٌ واسعة من التبرعات نشأت يومها وتعاطف المجتمع اللبناني مع الحالة بشكلٍ رهيب إذ تمكن الأهل بفضل جهود الخيرين من تأمين تكاليف العملية الباهظة التي تخطت الـ130 ألف دولار لتتم العملية بنجاح بعد أن تخلّت الأم عن كبدها لصالح إبنها… وهنا تكمن تضحية الأم في وهب الحياة لصغيرها حتى لو عرّضت نفسها للخطر…
هذه القصة السعيدة لم يكتب لها أن تكتمل،، حلّ الحزن في خواتيمها بعد أن كان للفرح الحصّة الأكبر… وفي التفاصيل التي حصل عليها موقع بنت جبيل أنّ كرار خضع للعملية التي تكللت بالنجاح وعادت ضحكته ومشاكسته لتملأ كنف العائلة… إلّا أنّ الموت قرر إخفاء صداها،، فكرار الصغير حلّق من الأرض سالكاً طريق السماء … وفي إتصال لموقع بنت جبيل مع خاله حسن قطيش وسؤاله عن أسباب الوفاة أوضح أنّ حال الطفل كان قد تحسّن بشكل ملحوظ بعد إجراء العملية لكنه من المرجح وبحسب قول الخال أنّه قد تعرّض لجرثومة سببت له نزيفاً حاداً في المعدة ففقد نسبة كبيرة من الدّم وتدهور وضعه الصحي بالأمس
ونقل إلى إحدى مستشفيات بيروت بمحاولة لإنعاشه وقد رافقه باصين من أبناء البلدة لتزويده بوحدات الدّم إلّا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل ليسلم الصغير روحه في الصباح…
هكذا ختمّ الموت فصول الحكاية السعيدة… حلّق الملاك في ليلة القدر إلى جنّته وترك الأرض لساكينيها…
زهراء السيد حسن – بنت جبيل.اورغ