الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - “علي” سقط شهيداً على مذبح الوطن.. أوصى والده بالانتباه إلى نفسه لكونه يوجد اطلاق النار.. ليصاب بعد ربع ساعة بعيار ناري في رأسه

“علي” سقط شهيداً على مذبح الوطن.. أوصى والده بالانتباه إلى نفسه لكونه يوجد اطلاق النار.. ليصاب بعد ربع ساعة بعيار ناري في رأسه

كتبت النهار اللبنانية:

وحيد والديه وأحد حماة لبنان، سقط شهيداً فجر اليوم، بعدما اصيب برصاصة في الرأس على أيدي زعران في الشمال… بدمه روى العسكري علي مصطفى تراب الوطن وهو يدافع عنه ضد الخارجين عن القانون، الذين حوّلوا منطقة التل الى ساحة حرب عندما أراد الجيش توقيف مطلوب.

على درب الشهادة

“في الامس أوصل مصطفى وحيده الى خدمته في فوج التدخل الاول، قبل ان يتلقى منه اتصالاً طلب فيه من والده” كما قال ابن عمه غدي لـ”النهار”، “الانتباه إلى نفسه لكونه يوجد اطلاق النار، لكن للاسف بعد ربع ساعة من مكالمته اصيب هو في رأسه بعيار ناري نقل على اثره الى مستشفى النيني، كانت حالته الصحية حرجة، ومع هذا قاوم لساعات، الا انه في النهاية قرر الالتحاق بركب الشهداء”.

مصطفى وزملاؤه في الجيش يحملون يومياً دمهم على كفّهم ويتوجهون إلى خدمتهم لحماية وطنهم. على درب الشهادة يسيرون بكل شجاعة وعنفوان، ولفت غدي الى انه “عندما دارت معركة لتوقيف مطلوب للعدالة لم يرفَّ له جفن، انطلق مع زملائه للقيام بواجبهم، فكانت يد الغدر في انتظاره… لينضم إلى قائمة أبطال سبقوه بفداء وطنهم بدمائهم، رحل وحيد والديه على فتاتين، بطلاً مقداماً، مع العلم انه الشاب الضحوك الذي لم تفارق الابتسامة وجهه يوماً، الى ان اختفت فجأة بسبب متفلتين من القانون، قتلوا ضحكته ومستقبله وأمل عائلته”.

المجد والخلود للشهيد

“قبل نحو سنتين انضم البطل العشريني الى الجيش، كان هدفه ان يكون واحداً من حماة الوطن، قبل ان يخطف على يدي زعرانه، رغم كل محاولات الاطباء لانقاذ حياته، لم ينتظر نقله الى مستشفى اوتيل ديو على متن طوافه لمتابعة علاجه، دهمه الموت فلفظ آخر أنفاسه” قال غدي، مشيراً “لن ننسى الشاب المقدام، المحب للجميع، صاحب القلب النظيف، من هوى لعبة كرة القدم في اوقات الفراغ، وتمضية الوقت مع الاصدقاء، لروحه الرحمة وللزعران الذل والعار”.

بعد ان تم تداول خبر استشهاد علي في الامس قبل ان يفارق الحياة، ها هو لبنان يستفيق اليوم على الخبر الحزين، فابن مؤسسته العسكرية سيشيع الى مثواه الاخير ظهر اليوم ليلتحق بزملاء سبقوه في إرواء تراب الوطن بالدماء… المجد والخلود للشهيد والصبر والسلوان لعائلته التي قدمت اغلى ما تملك للبنان.

وكان الجيش اللبناني قد أصدر بياناً في الامس حول التطورات الأمنية في طرابلس جاء فيه أنه “بتاريخه، وفي محلة التلّ – طرابلس وأثناء قيام قوة من الجيش بدهم عدد من المطلوبين لتوقيفهم، تعرضت لإطلاق نار ورمي رمانات يدوية مما أدّى إلى إصابة عدد من العسكريين أحدهم في حالة حرجة. وتتابع قوى الجيش عمليات الدهم لتوقيفهم”.

(أسرار شبارو-النهار) https://www.annahar.com/article/808601