كتبت النهار اللبنانية:
خسرت عائلة عثمان ابنتها “المتسولة” فاطمة، وفوجئت بالثروة المالية التي تركتها وراءها. فبين ليلة وضحاها هبطت عليها ثروة لا تحلم بها حتى في الخيال، فكيف اذا أصبحت حقيقة؟.. السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ماذا سيفعلُ ورثة فاطمة بالمال؟ ما هي مخططاتهم؟ هل سينتقلون إلى العيش في منزل جديد؟ هل سيؤسسون مشروعاً كبيراً؟ أم أنهم سيكملون حياتهم على المنوال نفسه؟
“اعتادت الفقر”
تنتظر عائلة عثمان، كما قال خالد شقيق فاطمة لـ”النهار”، الانتهاء من الاجراءات القانونية لنقل ارثها وتوزيعه، “لا شيء بيدنا حتى الساعة، المبلغ بعهدة المصرف، بعد الانتهاء من تقبل العزاء سنتابع الموضوع”، لكن بالنسبة إليه “لا شيء سيتغيّر على أرض الواقع، فأنا فاعل، أعمل في مجال الزراعة وغيرها، لن أتغيّر بعد الحصول على المال، 40 سنة وأنا فقير، احب عملي وسأبقى كما أنا، لن أتكبر على أحد، ولن أنتقل الى منزل جديد، الشيء الوحيد الذي سيتغيّر اني سأستطيع تأمين حياة كريمة لأبنائي الـ13، اذ لا أريد ان يتعذبوا كما تعذبت، أفكر في بناء فيلا للشبان وترك مبالغ مالية للفتيات، اما بالبنسبة لأخوتي، فلكل واحد منهم عقلية مختلفة لكن القاسم المشترك بيننا اننا جميعنا أوادم”.
للجندي شكر وموعد قريب
وعما إن كان لدى العائلة مخاوف من ان تكون فاطمة اوصت بأموالها الى جمعيات كما تداول البعض أجاب: “لا أتوقع ذلك”، ليتطرق بعدها الى صورة الجندي الذي كان يسقي شقيقته بالقول” أشكره جداً، وعندما يصل المال الى يدي سأزوره والله وحده يعلم ما أنوي فعله تجاهه”. وعن الشعور الذي طغى عليه بعد وفاة شقيقته، هل هو الحزن عليها ام الفرح بما جمعته من أموال أجاب: “المال لا يعنيني، أمر تافه، فقد سبق وحصلت على مبالغ كبيرة، صرفتها من دون ان يبقى منها شيء، حزنت على شقيقتي بالفعل، على الرغم من انها كانت شديدة جداً، فعندما كنت اطلب منها مئة الف ليرة لإطعام أولادي كانت ترفض، ومع ذلك كانت تطلعني عن امتلاكها الكثير من المال”.
يتذكر خالد الايام الاخيرة لفاطمة، بالقول: “كانت تردد دائماً مشكلتي في بطني، أنهكها الألم، فبعد ان خضعت لعملية تليّف قبل نحو شهرين، ظهرت إصابتها بمرض السرطان، الا اننا لم نطلعها على الامر بناء على طلب الطبيب، ومع ذلك لم تسترح من التسول، تركت عكار وقصدت بيروت، لمتابعة عملها حتى لفظت آخر أنفاسها”.
(أسرار شبارو-النهار) https://www.annahar.com/article/805955